به عن غيري وقال العباس العنبري لقد بلغ علي بن المديني ما لو قضى أن يتم عليه لعله كان يقدم على الحسن البصري كان الناس يكتبون قيامه وقعوده ولباسه وكل شئ يقول ويفعل. وقال يعقوب بن سفيان حدثني بكر بن خلف قال قدمت مكة وبها شاب حافظ وكان يذاكرني المسند بطرقه فقلت له من أين لك هذا قال طلبت إلى علي بن المديني أيام ابن عيينة ان يحدثني بالمسند فقال قد عرفت إنما تريد بما تطلب مني المذاكرة فان ضمنت لي انك تذاكر ولا تسميني فعلت قال فضمنت له واختلفت إليه فجعل يحدثني هذا الذي أذاكرك به حفظا.
عن علي بن المديني قال صنفت المسند على الطرق مستقصى وجعلته في قراطيس في قمطر كبير ثم غبت عن البصرة ثلاث سنين فرجعت وقد خالطته الأرضة فصار طينا فلم أنشط بعد لجمعه وقال العباس السراج سمعت أبا يحيى يعنى صاعقة يقول كان علي ابن المديني إذا قدم بغداد تصدر الحلقة وجاء يحيى بن معين وأحمد بن حنبل والمعيطي والناس يتناظرون فإذا اختلفوا في شئ تكلم فيه علي. وقال الأعين رأيت علي بن المديني مستلقيا وأحمد عن يمينه وابن معين عن يساره وهو يملى عليهما وقال ابن المديني تركت من حديثي مائة الف فيها ثلاثون ألفا لعباد بن صهيب.
وقال أبو العباس السراج سمعت البخاري وقيل له ما تشتهي قال أشتهي ان اقدم العراق وعلي بن عبد الله حي فأجالسه وقال ابن عدي سمعت الحسن بن الحسين البخاري يقول سمعت إبراهيم بن معقل يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول ما استصغرت نفى عند أحمد إلا عند علي بن المديني وقال الآجري عن أبي داود علي أعلم باختلاف الحديث من أحمد وقال الإسماعيلي سئل الفرهياني عن يحيى وعلى وأحمد وأبي خيثمة فقال أما علي فأعلمهم بالحديث والعلل ويحيى أعلمهم بالرجال وأحمد أعلمهم بالفقه وأبو خيثمة من النبلاء ويروي عن ابن معين انه سئل عن علي بن المديني والحميدي أيهما أعلم فقال ينبغي للحميدي ان يكتب عن آخر عن علي بن المديني وقيل لصالح ابن محمد هل كان يحيى بن معين يحفظ قال كانت عنده معرفة قيل له فعلي بن المديني قال كان يحفظ ويعرف وقال أيضا أعلم من أدركت بالحديث وعلله علي بن المديني وأفقههم فيه أحمد وأمهرهم به الشاذكوني.