من له رواية في مسند أحمد - محمد بن علي بن حمزة - الصفحة مقدمة المحقق ٢٢
لقد استطاعت هذه الأمة الصمود بالقوة الحيوية الكامنة في الاسلام، وصلاحيته للحياة في كل عهد، وفى كل محيط على امتداد التاريخ، فهذه الرسالة من خصائصها الربانية، وإيجابيتها في الحياة أنها تستطيع أن تواجه ما يتجدد من أطوار الحياة، وتحل كل ما يعتريها من معضلات، وقد منح الله هذه الأمة رجالا أقوياء في كل عصر ينقلون التعاليم الاسلامية، ويعيدون إلى هذه الأمة نشاطها.
لقد قام كل عالم بدوره، وساهم بقسطه، وكل كان مرابطا على ثغر من ثغور الاسلام، وكل كان سهما مصيبا في كنانة الاسلام، فأمتنا ذات تراث واحد: روحي، وعقلي، وأدبى، ولسنا بمجال الحديث عن مدى ازدهار تلك الحركة العملية الكبيرة، والفقه، والتاريخ، وعلماء أفذاذ في مجالات الطب والعلوم والفلك، إنما نريد أن نلفت الانتباه إلى أن كل علماء هذه الأمة وفى كل فرع من فروع العلم كانوا يكملون بعضهم مما هيأ للنهضة العلمية الكبرى التي أسلفنا الذكر عنها، إذ تعاون علماء الأمد في كل فرع من فروع العلم، حتى صار هذا العلم تراثا مشتركا واضحا.
كان من نعمة الله على الحافظ الحسيني أنه كان من العلماء المجاهدين، ومن الصفوة التي اجتباها الله، نافح بكلمته الشريفة، وقضى حياته عالما عاملا لمناصرة دين الله، وإعزاز كلمته.
فبعد أن حفظ القرآن الكريم، توجه إلى كتب الحديث منذ فترد مبكرة فحفظ المتون، واهتم بالرواة، وتتلمذ على الذهبي، وسمع جماعة من الأعيان منهم: محمد بن أبي بكر بن عبد الدائم، ومحمد وزينب ولدا إسماعيل بن إبراهيم الخباز، وأبو محمد بن أبي التائب، والمسند المعمر:
(مقدمة المحقق ٢٢)