من له رواية في مسند أحمد - محمد بن علي بن حمزة - الصفحة مقدمة المحقق ٢١
وتذكر بعض المصادر أنه ولد بدمشق في شعبان سنة (715) هجرية (1)، وأنه دمشقي المولد والنشأة والوفاة، عاش حتى سنة (765)، في القرن الثامن الهجري كانت ولادته ووفاته، وهن القرن الذي نضجت فيه الحركة العلمية، وتبوأت فيه دمشق السيادة الفكرية في جميع أنحاء العالم الاسلامي بما أنجبت من محدثين نابهين، وعلماء أفذاذ، العلم، والعلم في الأئمة تراث مشترك، بل تراث واحد، كل تال يأخذ عن سابقه، ويؤسس على علمه.
والحسيني - مصنف هذا الكتاب - من أولئك الرجال الرجا الذين أخذوا عن شيوخهم الكبار علما جما، وصدق عزمه، وأخلصت نيته، فكان له من صدق عزيمته وإخلاص نيته آثار دلت عليه، ومعارف كتبت له.
والمتتبع للحقبة التي سبقت حياة الحسيني يرى جهاد هذه الأمة الذي نشط في عهد الشهيد نور الدين محمود زنكى قائد الجهاد ضد الصليبين، وصفوة العلماء المجددين فيما واكب ذلك وتلاه كالنووي، وابن الصلاح، والعز بن عبد السلام، وابن تيمية، وبان القيم الجوزية، والذهبي، والحسيني، وابن كثير، والذين كان لهم الأثر العميق في بعث أمجاد الاسلام من تجديد، وربط أواصر هذه الأمة بمنابعها الأصيلة الصافية، وعودة الامل المشرق في النفوس المؤمنة.
كيف استطاعت هذه الأمة أن تقاوم هجمات المغول الشرسة، وضربات التتار المدمرة، وغارات الصليبيين العنيفة، والتقلبات السياسية التي لا تكاد تنتهى، ود كان بعضها يكفي للقضاء على ديانة قوية قديمة؟..
(مقدمة المحقق ٢١)