ميزان الاعتدال - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ١٣٩
ثم قال سفيان: يلومني على حب على، والله كنت أتعلم منه أكثر ما تعلم منى.
قال عباس العنبري: كان ابن عيينة يسمى ابن المديني حية الوادي.
وقال روح بن عبد المؤمن: سمعت ابن مهدي يقول: ابن المديني أعلم الناس بالحديث.
وقال عبيد الله القواريري: سمعت يحيى القطان يقول: يلومونني في حب على ابن المديني وأنا أتعلم منه. وقال أحمد بن سعيد الرباطي، قال ابن المديني: ما نظرت في كتاب شيخ فاحتجت إلى السؤال به عن غيري.
وقال أبو العباس السراج: سمعت أبا يحيى يقول: كان ابن المديني إذا قدم بغداد تصدر، وجاء يحيى وأحمد بن حنبل والمعيطي والناس يتناظرون، فإذا اختلفوا في شئ تكلم فيه علي.
قلت: قد كان ابن المديني خوافا متاقيا في مسألة القرآن مع أنه كان حريصا على إظهار الخير، فقد قال أحمد بن أبي خيثمة في تاريخه: سمعت يحيى بن معين يقول:
كان علي بن المديني إذا قدم علينا أظهر السنة وإذا ورد إلى البصرة أظهر التشيع.
قلت: كان يظهر ذلك بالبصرة ليؤلفهم على حب علي رضي الله عنه، فإنهم عثمانية. وروى أبو عبيد، عن أبي داود، قال: ابن المديني أعلم من أحمد باختلاف الحديث.
وقال صالح جزرة: أعلم من أدركت بالحديث وعلله علي بن المديني.
الأثرم، سمعت الأصمعي يقول لابن المديني: والله لتتركن الاسلام وراء ظهرك.
وقال أبو بكر الأثرم: قلت لأبي عبد الله: إن ابن المديني حدث عن الوليد ابن مسلم حديث عمر لما تلا (1): فاكهة وأبا، فقال: ما الأب؟ ثم قال: لعمر الله، هذا التكلف، أيها الناس ما بين لكم فاعملوا به، وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربه.

(1) سورة عبس، آية 31.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»