سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٣١٧
جميعه، فكتب لي بخطه: تفقهت مع فلان في " كتاب سيبويه " وقدمت إسكندرية في صفر سنة أربع وست مئة، ووصل مكة في رجبها، فسمع بها، وقدم بغداد، فأقام بها نحو عامين يشتغل بالعقليات، وسمع بواسط من ابن المندائي " المسند " فمات في أثناء القراءة، ثم رحل إلى همذان سنة سبع، وإلى نيسابور وهراة وبحث مع العميدي في " الارشاد " ومع القطب المصري، وقرأ على المعين الجاجرمي تعاليقه في الخلاف، ودخل مرو وأصبهان، وقرأ بدمشق على الكندي " كتاب سيبويه " وحج مرات، وشرع في عمل تفسير، وله كتاب " الضوابط " في النحو وبدأ بكتاب في الأصلين، وصنف كتابا في البلاغة والبديع، وأملى علي " ديوان المتنبي ". إلى أن قال: وأنشدني لنفسه وقد تماروا عنده في الصفات:
من كان يرغب في النجاة فما له * غير اتباع المصطفى فيما أتى وذكر الأبيات:
قال: وأنشدني لنفسه:
أبثك ما في القلب من لوعة الحب * وما قد جنت تلك اللحاظ على لبي أعارتني السقم التي بجفونها * ولكن غدا سقمي على سقمها يربي قلت:
وله أبيات رقيقة هكذا، وكان بحر معارف رحمه الله.
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»