سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٣١٤
قال: وقدم بغداد سنة أربع وثلاثين، ونزل بالنظامية، وحدث " بالسنن الكبير " (1) و " بالغريب " للخطابي، وهو من الأئمة الفضلاء في جميع فنون العلم، له فهم ثاقب، وتدقيق في المعاني، وله تصانيف عدة ونظم ونثر.
إلى أن قال: وهو زاهد متورع كثير العبادة، فقير مجرد، متعفف نزه، قليل المخالطة، حافظ لأوقاته، طيب الأخلاق، كريم متودد، ما رأيت في فنه مثله، أنشدني لنفسه:
من كان يرغب في النجاة فما له * غير اتباع المصطفى فيما أتى ذاك السبيل المستقيم وغيره * سبل الضلالة والغواية والردى فاتبع كتاب الله والسنن التي * صحت فذاك إن اتبعت هو الهدى ودع السؤال بلم وكيف فإنه * باب يجر ذوي البصيرة للعمى الدين ما قال الرسول وصحبه * والتابعون ومن مناهجهم قفا قال ابن الحاجب: سألت الضياء عن المرسي فقال: فقيه مناظر نحوي من أهل السنة صحبنا في الرحلة، وما رأينا منه إلا خيرا.
وقال أبو شامة (2): كان متفننا محققا، كثير الحج، مقتصدا في أموره، كثير الكتب محصلا لها، وكان قد أعطي قبولا في البلاد.
وقال ياقوت (3): هو أحد أدباء عصرنا، تكلم على " المفصل " للزمخشري، وأخذ عليه سبعين موضعا، وهو عذري الهوى، عامري

(1) الذي للبيهقي، وقد حدث به عن منصور بن عبد المنعم الفراوي.
(2) ذيل الروضتين: 195 - 196 وفيه وردت العبارة: وكان شيخا فاضلا مفتيا كثير الحج محقق البحث مقتصدا في أموره.. ".
(3) معجم الأدباء: 18 / 209 - 213 بتصرف.
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»