سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ١٣٢
نيسابور، فسمع من المؤيد الطوسي، وزينب بنت الشعري، وبمصر من الحافظ علي بن المفضل، وخلق، وبدمشق من أبي اليمن الكندي، وابن الحرستاني.
قال في أول تاريخه (1): كنت وأنا صبي عزمت على تذييل الذيل لابن السمعاني، فجمعت في ذلك مسودة، ورحلت وأنا ابن ثمان وعشرين سنة، فدخلت الحجاز والشام ومصر والثغر وبلاد الجزيرة والعراق والجبال وخراسان، وقرأت الكتب المطولات، ورأيت الحفاظ، وكنت كثير التتبع لاخبار فضلاء بغداد ومن دخلها.
قلت: ساد في هذا العلم.
حدث عنه أبو حامد ابن الصابوني، وأبو العباس الفاروثي، وأبو بكر الشريشي، والغرافي، وابن بلبان الناصري، والفتح محمد القزاز، وآخرون.
وبالإجازة جماعة.
واشتهر، وكتب عمن دب ودرج من عال ونازل، ومرفوع وأثر، ونظم ونثر، وبرع وتقدم، وصار المشار إليه ببلده، ورحل ثانيا إلى أصبهان في حدود العشرين، وحج وجاور، وعمل تاريخا حافلا لبغداد ذيل به واستدرك على الخطيب، وهو في مئتي جزء ينبئ بحفظه ومعرفته، وكان مع حفظه فيه دين وصيانة ونسك.

(1) هو " التاريخ المجدد لمدينة السلام وأخبار فضلائها الاعلام ومن وردها من علماء الأنام " الذي ذيل به على الخطيب، وضاع أكثره، ولم يصل إلينا غير مجلدتين فيهما قسم من حرف العين وبعض الفاء، وهما العاشر والحادي عشر، من نسخة نقدر انها من خمسة عشر مجلدا، والعاشر في الظاهرية، والحادي عشر في باريس، وبوشر بطبعه في الهند طبعة رديئة!
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»