سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ١٠١
مولده بدمشق بعد الثمانين (1) وخمس مئة.
وسمع من منصور الطبري، والشهاب الغزنوي.
وحدث، وكان صدرا معظما عاقلا شجاعا مهيبا جوادا خليقا للامارة، غضب عليه السلطان نجم الدين سنة أربعين وسجنه ثلاث سنين، وقاسى شدائد، ثم أنعم عليه، وولاه نيابة المملكة، وكان يتناول المسكر، ولما توفي السلطان ندبوا فخر الدين إلى السلطنة، فامتنع، ولو أجاب لتم له.
قيل: إنه لما قدم مع السلطان دمشق نزل في دار سامة، فدخل عليه الشيخ العماد ابن النحاس، فقال له: يا فخر الدين، إلى كم ما بعد هذا شئ؟ فقال: يا عماد الدين والله لأسبقنك إلى الجنة، فصدق الله قوله إن شاء الله، واستشهد يوم وقعة المنصورة.
ولما مات الصالح نهض بأعباء الامر، وأحسن، وأنفق في الجند مئتي ألف دينار، وبطل بعض المكوس، وركب بالشاويشية، وبعث الفارس أقطايا (2) إلى حصن كيفا لاحضار ولد الصالح المعظم تورانشاه، فأقدمه، ولقد هم تورانشاه بإمساكه لما رأى من تمكنه فاتفق قصد الفرنج وزحفهم على الجيش فتقهقر الجيش وانهزموا، فركب فخر

(1) في صلة التكملة للحسيني وتاريخ الاسلام للذهبي ان مولده كان بدمشق سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة.
(2) ويرسم: " اقطاي " كما هو بخطه في " تاريخ الاسلام ".
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»