سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٢ - الصفحة ٣١٣
وكانت لعمر (1) الله ذات رياض أريضة، وأهوية صحيحة مريضة، غنت أطيارها، وتمايلت أشجارها، وبكت أنهارها، وضحكت أزهارها، وطاب نسيمها فصح مزاج إقليمها، أطفالهم رجال، وشبابهم أبطال، وشيوخهم أبدال، فهان على ملكهم ترك تلك الممالك.
وقال: يا نفس الهوالك، وإلا فأنت في الهوالك.
إلى أن قال: فمررت بين سيوف مسلولة، وعساكر مغلولة، ونظام عقود محلولة، ودماء مسكوبة مطلولة، ولولا الاجل لالحقت بالألف ألف أو يزيدون.
توفي في العشرين من رمضان سنة ست وعشرين وست مئة، عن نيف وخمسين سنة، ووقف كتبه ببغداد على مشهد الزيدي (2). وتواليفه حاكمة له بالبلاغة. والتبحر في العلم، استوفى ابن خلكان ترجمته وفضائله.
189 - ابن قنيدة * الشيخ الصالح الثقة أبو نصر المهذب بن علي بن أبي نصر هبة الله بن عبد الله ابن قنيدة الازجي الخياط المقرئ.
سمع " صحيح البخاري " وكتابي " عبد " و " الدارمي " و " جزء أبي الجهم " من أبي الوقت " وسمع " مسند الشافعي " من أبي زرعة، وسمع

(1) في الأصل: لعمرو.
(2) عهد بها إلى المؤرخ عز الدين ابن الأثير ليوقفها هناك، وقد اتهم القفطي ابن الأثير بالتلاعب فيها، والقفطي كثير الوقيعة بالناس.
* تكملة المنذري: 3 / الترجمة 2262، وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة 60 (أيا صوفيا 3012)، والعبر: 5 / 106، والمختصر المحتاج إليه: الورقة 117، والنجوم الزاهرة: 6 / 273، وشذرات الذهب: 5 / 121.
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»