سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٢ - الصفحة ١٧٩
الاعلام، شيخ اليونسية أولي الزعارة والشطح والخواثة (1) وخفة العقل.
كان ذا كشف وحال، ولم يكن عنده كبير علم، وله شطح، وشعر ملحون ينظمه على لسان الربوبية، وبعضه كأنه كذب، والله أعلم بسره، فلا يغتر المسلم بكشف ولا بحال ولا بإخبار عن مغيب، فابن صائد (2) وإخوانه الكهنة لهم خوارق، والرهبان فيهم من قد تمزق جوعا وخلوة ومراقبة على غير أساس ولا توحيد، فصفت كدورات أنفسهم وكاشفوا وفشروا، ولا قدوة إلا في أهل الصفوة وأرباب الولاية المنوطة بالعلم والسنن، فنسأل الله إيمان المتقين، وتأله المخلصين، فكثير من المشايخ نتوقف في أمرهم حتى يتبرهن لنا أمرهم، وبالله الاستعانة.
توفي الشيخ يونس بالقنية سنة تسع عشرة وست مئة.
والقنية (3): قرية من أعمال دارا من نواحي ماردين.
120 - الفارسي * الزاهد الكبير فخر الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أحمد بن

(١) أظنه من " الخوث " وهو استرخاء البطن والامتلاء، كما في القاموس المحيط.
(٢) ابن صائد هذا كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أبان الرسول كذبه.
(٣) قيدها ابن خلكان على تصغير " قناة ".
* تكملة المنذري: ٣ / الترجمة ٢٠٨٠، وتلخيص ابن الفوطي: ٤ / الترجمة ٢٣٠٧، وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة ٢٤ (أيا صوفيا ٣٠١٢)، والعبر: ٥ / ٩١، والمشتبه:
١٨٣، والوافي بالوفيات: ٢ / 9، والعقد المذهب لابن الملقن، الورقة 172، وذيل التقييد للفاسي، الورقة 20، والعقد الثمين: ج 1 / الورقة 104، والفلاكة والمفلوكون: 78، والنجوم الزاهرة: 6 / 263، وتاريخ ابن الفرات، 10 الورقة 66، معجم الشافعية لابن عبد الهادي، الورقة 28، حسن المحاضرة: 1 / 259، وشذرات الذهب: 5 / 101.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»