سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٢ - الصفحة ١٩٠
وقال القوصي: كان كثير البكاء، سريع الدموع، كثير الورع والخشوع، وافر التواضع والخضوع، كثير التهجد، قليل الهجوع، مبرزا في علمي الأصول والفروع، وعليه تفقهت، وعرضت عليه " الخلاصة " للغزالي، ودفن عند شيخه القطب.
قلت: حدث عنه البرزالي، والضياء، والزين خالد، والقوصي، وابن العديم، والتاج عبد الوهاب ابن زين الامناء، والقاضي كمال الدين إسحاق بن خليل الشيباني، وجماعة. وسمعنا بإجازته من عمر ابن القواس، وتفقه عليه الشيخ عز الدين بن عبد السلام وغيره.
وفيها مات الشيخ موفق الدين المقدسي، وأحمد بن ظفر بن هبيرة، وصالح بن القاسم بن كور، والحسين بن يحيى بن أبي الرداد المصري، وأكمل بن أبي الأزهر العلوي الكرخي، وعبد السلام بن المبارك البردغولي، وصاحب الغرب يوسف بن محمد بن يعقوب.
128 - صاحب توريز * السلطان مظفر الدين أزبك (1) بن محمد البهلوان بن إلدكز.
عظم أمره لما قتل طغرل آخر سلاطين السلجوقية، وامتدت أيامه، وكان منهمكا في الشرب واللذات، فنازلته المغل، فصانعهم، وبذل لهم الأموال، فسكتوا عنه، ثم ضايقوا الخوارزمية، وقالوا له: اقتل من عندك من الخوارزمية، ففعل، وكان قد تزوج ببنت السلطان طغرل وجرت له

* توريز، هي تبريز المشهورة، وأخبار أزبك هذا في كتب التاريخ المستوعبة لعصره مثل " الكامل " لابن الأثير، وسيرة السلطان جلال الدين منكوبري للنسوي، فانظر تاريخ ابن الأثير خاصة 12 / 432 - 437 (ط. بيروت).
(1) ويقال فيه " أوزبك ".
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»