سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٢ - الصفحة ١٦٩
قال الضياء: كان رحمه الله إماما في التفسير (1) وفي الحديث ومشكلاته، إماما في الفقه، بل أوحد زمانه فيه، إماما في علم الخلاف، أوحد في الفرائض، إماما في أصول الفقه، إماما في النحو والحساب والأنجم السيارة، والمنازل.
وسمعت داود بن صالح المقرئ، سمعت ابن المني يقول - وعنده الامام الموفق -: إذا خرج هذا الفتى من بغداد احتاجت إليه.
وسمعت البهاء عبد الرحمان يقول: كان شيخنا ابن المني يقول للموفق: إن خرجت من بغداد لا يخلف فيها مثلك.
وسمعت محمد بن محمود الأصبهاني يقول: ما رأى أحد مثل الشيخ الموفق.
وسمعت المفتي أبا عبيد الله عثمان بن عبد الرحمن الشافعي يقول عن الموفق: ما رأيت مثله، كان مؤيدا في فتاويه.
وسمعت المفتي أبا بكر محمد بن معالي بن غنيمة يقول: ما أعرف أحدا في زماننا أدرك درجة الاجتهاد إلا الموفق.
وسمعت الحافظ أبا عبد الله اليونيني يقول: أما ما علمته من أحوال شيخنا وسيدنا موفق الدين، فإنني إلى الآن ما أعتقد أن شخصا ممن رأيته حصل له من الكمال في العلوم والصفات الحميدة التي يحصل بها الكمال سواه، فإنه كان كاملا في صورته ومعناه من حيث الحسن والاحسان والحلم والسؤدد والعلوم المختلفة والأخلاق الجميلة، رأيت منه ما يعجز عنه كبار

(1) وجدنا خطأ فوق " في التفسير " كأنها علامة حذف، ولكننا أبقيناها لما نقل عنه في " تاريخ الاسلام " من قوله: " وكان رحمه الله إماما في القران وتفسيره ".
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»