سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٢٠٠
المعافري، وأبو الحجاج ابن الشيخ، وأبو عبد الله بن نقيمش، ومحمد ابن أحمد بن غالب الأزدي، وأبو العباس العزفي (1)، وآخرون، وصنف الحافظ القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك الحميري الكتامي الفاسي المشهور بابن القطان كتابا نفيسا في مجلدتين سماه (الوهم والايهام فيما وقع من الخلل في الاحكام الكبرى لعبد الحق) يناقشه فيه فيما يتعلق بالعلل وبالجرح والتعديل، طالعته، وعلقت منه فوائد جليلة (2) ومن مسموع الحافظ عبد الحق (صحيح مسلم) يحمله عن أبي القاسم بن عطية، قال: أخبرنا محمد بن بشر، قال: أخبرنا أبو علي بن سكرة الصدفي، أخبرنا أبو العباس بن دلهاث العذري، أخبرنا الرازي بإسناده. فهذا نزول بحيث أن ابن سكرة في إزاء المؤيد الطوسي، وشيخنا القاسم الأربلي في طبقة ابن بشر هذا، وصاحبه ابن عطية ونحن في العدد سواء، فكأن عبد الحق سمعه من المزي والبرزالي (3) والله أعلم.

(1) قال الذهبي في (المشتبه)): وبزاي رئيس سبتة الأمير العالم أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد اللخمي العزفي، كان زاهدا إماما مفتيا متفننا، ألف كتاب المولد وجوده، مات سنة 633) (ص: 453).
(2) كان ابن القطان قد أقام بمراكش عند بني عبد المؤمن وكان رأس العلماء بها، وتوفي سنة 628 (ابن القاضي: (جذوة الاقتباس): 298، والذهبي في (تاريخ الاسلام)، الورقة:
72 (أيا صوفيا 3012 وابن ناصر الدين في (التبيان)، الورقة: 152). وقد وقع ابن القطان نفسه بأوهام كثيرة في رده، قال الذهبي في (تاريخ الاسلام): (طالعت جميع كتابه ((الوهم والايهام) الذي عمله.. يدل على تبحره في فنون الحديث وسيلان ذهنه، ولكنه تعنت، وتكلم في حال رجال فما أنصف) (الورقة: 72 - أيا صوفيا 3012)، وقال ابن ناصر الدين في (التبيان) بعد أن ذكر كتابه: (ولابن القطان فيه وهم كثير نبه أبو عبد الله الذهبي في منتقى منه كبير) (الورقة: 152) ويرى الدكتور بشار أن الذهبي أفرد الرد على ابن القطان في كتاب خاص، منه مختصر في دار الكتب الظاهرية بدمشق (انظر كتابه: الذهبي ومنهجه: 173 - 175).
(3) لو شك في هذا النزول بعد العلم أن البرزالي توفي سنة 739 وتوفي المزي سنة 742، وقال الذهبي: (فنحن في إسناد الصحيح أعلى من الحافظ عبد الحق بدرجة) (تذكرة:
4 / 1352).
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»