سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ١٨٨
كلمة الله والتوحيد والاخلاص. لا إله إلا الله عروة الله الوثقى، وحبله المتين، ألا فتمسكوا به، واعتصموا به، فبه صلاح الأولين، وفلاح الآخرين، أجمعوا آراءكم لتعليم شخص معين بنص من الله ووليه، فتلقوا ما يلقيه إليكم من أوامره ونواهيه بقبول، فلا وربك لا تؤمنون حتى تحكموه فيما شجر بينكم ثم لا تجدوا في أنفسكم حرجا مما قضى وتسلموا تسليما (1)، فذلك الاتحاد بالوحدة التي هي آية الحق المنجية من المهالك، المؤدية إلى السعادة، إذ الكثرة علامة الباطل المؤدية إلى الشقاوة المخزية، فنعوذ بالله من زواله، وبالواحد من آلهة شتى، وبالوحدة من الكثرة، وبالنص والتعليم من الأدواء والأهواء، وبالحق من الباطل، وبالآخرة الباقية من الدنيا الملعونة، إلا ما أريد به وجه الله، فتزودوا منها للأخرى، وخير الزاد التقوى، أطيعوا أميركم ولو كان عبدا حبشيا.
قال ابن العديم: كتب سنان إلى صاحب شيزر يعزيه بأخيه.
إن المنايا لا تطا بمنسم * إلا على أكتاف أهل السؤدد فلئن صبرت فأنت سيد معشر * صبروا وإن تجزع فغير مفند هذا التناصر باللسان ولو أتى * غير الحمام أتاك نصري باليد وهي لأبي تمام.
وكتب سنان إلى صلاح الدين:
يا للرجال لأمر هال مقطعه * ما مر قط على سمعي توقعه فإذا الذي بقراع السيف هددنا * لا قام مصرع جنبي حين تصرعه قام الحمام إلى البازي يهدده * واستيقظت لأسود البر أضبعه

(1) مأخوذ من الآية 65 من سورة النساء: * (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) *.
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»