سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٦١٣
على ابن مجاهد (1)، وأدركت أيضا أبا القاسم عمر بن تعويذ من أصحاب الشبلي وسمعته يقول: رأيت أبا بكر الشبلي وقد اجتاز على بقال ينادي على البقل: يا صائم من كل الألوان. فلم يزل يكررها ويبكي، ثم أنشأ يقول:
خليلي إن دام هم النفوس * على ما أراه سريعا قتل فيا ساقي القوم لا تنسني * ويا ربة الخدر غني رمل لقد كان شئ يسمى السرور * قديما سمعنا به ما فعل؟
قال أبو علي الصدفي: قرأت على رزق الله التميمي برواية قالون ختمة، وكان كبير بغداد وجليلها، وكان يقول: كل الطوائف تدعيني.
وسمعته يقول: يقبح بكم أن تستفيدوا منا، ثم تذكرونا، فلا تترحموا (2) علينا. رحمه الله.
أنبأنا أحمد بن سلامة، عن أحمد بن طارق، سمع أبا الكرم الشهرزوري يقول: سمعت رزق الله بن عبد الوهاب يقول: دخلت سمرقند وكان السلطان ملكشاه بها، فرأيت أهلها يروون " الناسخ والمنسوخ " لهبة الله المفسر جدي، بواسطة خمسة رجال إليه، فقلت لهم: الكتاب معي، ومصنفه جدي لأمي، وقد سمعته منه، ولكن ما أسمع كل واحد إلا بمئة دينار. فما كان الظهر حتى جاءتني خمس مئة دينار، فسمعوه، فلما رجعت، دخلت أصبهان، وأمليت بها (3).

(١) انظر " ذيل طبقات الحنابلة " ١ / ٧٧ - ٧٨، و " معرفة القراء الكبار " ١ / ٣٥٦، و " طبقات المفسرين " ١ / ١٧٢، و " غاية النهاية " 1 / 284.
(2) في الأصل: فلا تترحمون.
(3) الخبر في " ذيل طبقات الحنابلة " 1 / 80.
(٦١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 608 609 610 611 612 613 614 615 616 617 618 ... » »»