سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٤٢٨
ابن ياسين ضعفاءهم بالمسير إلى السوس (1) وأخذ الزكاة، فقدم سجلماسة (2) منهم سبع مئة، وسألوا الزكاة، فجمعوا لهم مالا، فرجعوا به، ثم ضاقت الصحراء بهم، وأرادوا إعلان الحق، وأن يسيروا إلى الأندلس للغزو، فأتوا السوس، فحاربهم أهلها، فقتل عبد الله بن ياسين، وانهزم أبو بكر بن عمر، ثم حشد وجمع وأقبل، فالتقوه، فانتصر، وأخذ أسلابهم، وقوي جأشه، ثم نازل سجلماسة، وطالب أهلها بالزكاة، فبرز لحربهم مسعود الأمير، وطالت بينهم الحرب مرات، ثم قتلوا مسعودا، وملكوا سجلماسة، فاستناب أبو بكر عليها يوسف بن تاشفين ابن عمه، فأحسن السيرة، وذلك في سنة ثلاث وخمسين وأربع مئة، ورجع الملك أبو بكر إلى الصحراء، ثم قدم سجلماسة، وخطب لنفسه، واستعمل عليها ابن أخيه، وجهز جيشه مع ابن تاشفين، فافتتح السوس، وكان ابن تاشفين ذا هيئة شجاعا، سائسا (3).
توفي الملك أبو بكر اللمتوني بالصحراء في سنة اثنتين وستين وأربع مئة (4)، فتملك بعده ابن تاشفين، ودانت له الأمم (5).
فأول من كان فيهم الملك من البربر صنهاجة، ثم كتامة، ثم لمتونة، ثم مصمودة، ثم زناتة.
وقد ذكر ابن دريد أن كتامة ولمتونة وهوارة من حمير، ومن سواهم، فمن

(1) هي كورة في المغرب مدينتها طنجة، وهناك السوس الأقصى، كورة أخرى مدينتها طرقلة، وبينهما مسيرة شهرين. انظر " معجم البلدان ".
(2) مدينة في جنوبي المغرب بينها وبين فاس عشرة أيام تلقاء الجنوب. " معجم البلدان ".
(3) انظر " الكامل " 9 / 621 - 622، و " المختصر " 2 / 175، و " وفيات الأعيان " 7 / 113.
(4) وقد أورد ابن كثير وفاته سنة 480 وهو خطأ، وتابعه على ذلك زامباور في " معجم الأسرات الحاكمة " والزركلي في " أعلامه ".
(5) " الكامل " 9 / 622.
(٤٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 ... » »»