سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٢٣١
وبه إلى عبد الكريم: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي، سمعت الحسين بن يحيى، سمعت جعفر بن محمد بن نصير، سمعت الجنيد يقول: قال أبو سليمان الداراني: ربما تقع في قلبي النكتة من نكت القوم أياما، فلا أقبل منه إلا شاهدين عدلين من الكتاب والسنة (1).
قال أبو الحسن الباخرزي (2): ولأبي القاسم " فضل النطق المستطاب " (3)، ماهر (4) في التكلم على مذهب أبي الحسن الأشعري، خارج في إحاطته بالعلوم عن الحد البشري، كلماته للمستفيدين فرائد (5)، وعتبات منبره للعارفين وسائد، وله نظم تتوج به رؤوس معاليه إذا ختمت به أذناب أماليه.
قال عبد الغافر بن إسماعيل: ومن جملة أحوال أبي القاسم ما خص به من المحنة في الدين، وظهور التعصب بين الفريقين في عشر سنة أربعين وأربع مئة إلى سنة خمس وخمسين، وميل بعض الولاة إلى الأهواء، وسعي بعض الرؤساء إليه بالتخليط، حتى أدى ذلك إلى رفع المجالس، وتفرق شمل الأصحاب، وكان هو المقصود من بينهم حسدا، حتى اضطر إلى مفارقة الوطن، وامتد في أثناء ذلك إلى بغداد، فورد على القائم بأمر الله، ولقي

(1) انظر الخبر وتخريجه في الجزء العاشر من الكتاب ص 183، في ترجمة أبي سليمان الداراني رقم (34)، وأراد ب‍ " النكتة ": كلمة الحكمة، وب‍ " القوم ": الصالحين ممن اشتهر بالخير.
(2) في " دمية القصر " 2 / 993 - 994، وفي الأصل: الباخزري وهو خطأ.
(3) اسم في " الدمية ": " فصل الخطاب في فضل النطق المستطاب "، وكذلك ورد اسمه في " كشف الظنون " 2 / 1260.
(4) تحرفت في الأصل إلى: " ما هو ".
(5) في " الدمية ": كلماته كلها رضي الله عنه للمستفيدين فوائد وفرائد.
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»