ابن دوستك (1) الكردي.
قتل أخاه منصورا بقلعة الهتاخ (2)، وتمكن، وكانت دولته إحدى وخمسين سنة.
وكان رئيسا حازما عادلا، مكبا على اللهو، ومع ذا فلم تفته صلاة الصبح فيما قيل، وكان له ثلاث مئة وستون سرية، يخلو كل ليلة بواحدة، خلف عدة أولاد، مدحته الشعراء، ووزر له الوزير أبو القاسم ابن المغربي (3) - صاحب الأدب - مرتين، ثم وزر له فخر الدولة بن جهير، وكان محتشما، كثير الأموال، نفذ إلى السلطان طغرلبك تقدمة سنية، وتحفا من جملتها الجبل (4) الياقوت، الذي كان لبني بويه، أخذه بالثمن من ابن جلال الدولة، وكان من كرمه يبذر القمح من الأهراء للطيور (5).
توفي في شوال سنة ثلاث وخمسين وأربع مئة، وعاش نحو الثمانين وتملك بعده ابنه نظام الدولة نصر (6).
فمن أخبار نصر الدولة - والحديث شجون - أن مملكة الموصل ذهبت من أولاد ناصر الدولة (7) ابن حمدان سنوات، وانضم ولداه إبراهيم وحسين إلى شرف الدولة (8) ابن عضد الدولة، فكانا من أمرائه، فلما تملك أخوه بهاء