سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٢٥٢
وقال: (وتواصوا بالحق) [العصر: 3] (وتواصوا بالمرحمة) [البلد: 17] بلى هنا مريدون أثقال أنكاد، يعترضون ولا يقتدون، ويقولون ولا يعملون، فهؤلاء لا يفلحون (1).
قال الخطيب (2): قال لي محمد بن يوسف القطان النيسابوري: كان أبو عبد الرحمن السلمي غير ثقة، وكان يضع للصوفية الأحاديث.
قلت: وللسلمي سؤالات للدارقطني عن أحوال المشايخ الرواة سؤال عارف، وفي الجملة ففي تصانيفه أحاديث وحكايات موضوعة، وفي " حقائق تفسيره " أشياء لا تسوغ أصلا، عدها بعض الأئمة من زندقة الباطنية، وعدها بعضهم عرفانا وحقيقة، نعوذ بالله من الضلال ومن الكلام بهوى، فإن الخير كل الخير في متابعة السنة والتمسك بهدي الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.
مات السلمي في شهر شعبان سنة اثنتي عشرة وأربع مئة، وقيل: في رجب بنيسابور، وكانت جنازته مشهودة.
وفيها مات عبد الجبار الجراحي (3)، والحسين بن عمر بن برهان الغزال (4)، وأبو الحسن بن رزقويه (5)، ومنير بن أحمد الخشاب (6)،

(1) فينبغي على التلميذ أن يسأل أستاذه أو يناقشه في أمر ما بأسلوب مهذب وسائغ، وينبغي على الأستاذ أن يأذن له ويستمع إليه، ويعترف بالخطأ إذا تبين له، وأن يغرس في نفس طالب العلم ملكة النقد، كما كان يفعل السلف الصالح رضوان الله عليهم.
(2) في " تاريخ بغداد " 2 / 248.
(3) سترد ترجمته برقم (154).
(4) سترد ترجمته برقم (161).
(5) سترد ترجمته برقم (155).
(6) سترد ترجمته برقم (163).
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»