سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٢١٨
ببغداد ب‍ " سنن أبي داود "، فسمعها منه القاضي أبو الطيب الطبري.
وثقه أبو بكر الخطيب، وقال: انتهى إليه علم الفرائض، صنف فيها كتبا (1)، وتوفي في ربيع الأول، سنة اثنتين وأربع مئة (2).
قلت: أظنه من أبناء الثمانين.
قيل: إنه كان يقول: ليس في الدنيا فرضي إلا من أصحابي، أو أصحاب أصحابي، أو لا يحسن شيئا (3).
قال أبو إسحاق الشيرازي: كان ابن اللبان إماما في الفقه والفرائض، صنف فيها كتبا ليس لأحد مثلها، أخذ عنه أئمة وعلماء (4).
وقال ابن أرسلان (5) في " تاريخه ": دخل ابن اللبان خوارزم في دولة

(١) منها كتاب " الايجاز في الفرائض ".
(2) " تاريخ بغداد " 5 / 472.
(3) انظر " طبقات " السبكي 4 / 155، و " طبقات " الأسنوي 2 / 363.
(4) وانظر " طبقات " السبكي 4 / 154.
(5) هو الامام المحدث الفقيه المؤرخ، مظهر الدين، أبو محمد، محمود بن محمد بن العباس بن أرسلان العباسي الخوارزمي، ولد بخوارزم سنة 492، وصنف " الكافي " في الفقه و " تاريخ خوارزم "، توفي سنة 568. أنظر ترجمته في " طبقات " السبكي 7 / 289 - 291، و " طبقات " الأسنوي 2 / 352، و " هدية العارفين " 2 / 403، وكتابه " تاريخ خوارزم " ذكر حاجي خليفة في " كشف الظنون " 1 / 293، 294 أن الذهبي قد اختصره، وذكر السخاوي في " الاعلان " ص 126 أن الذهبي انتقى منه. ونقل السبكي في " طبقاته الكبرى " 7 / 289 عن الذهبي قوله: ووقفت على الجزء الأول منه. ثم قال السبكي: ووقفت على المجلد الأول من " تاريخه " وهو الذي وقف عليه شيخنا الذهبي وهو من قسمة ثمانية أجزاء ضخمة. وذكر التقي الفاسي في " العقد الثمين " 1 / 292 أنه نقل ترجمة محمد بن أحمد بن أبي سعيد المكي من خط الحافظ الذهبي فيما انتقاه من المجلد الأول من " تاريخ خوارزم " إذن فكلام السخاوي والسبكي والفاسي يدل على أن الذهبي انتقى من المجلد الأول فقط وهو الذي وقف عليه، ولم يختصر جميع الكتاب كما ذكر حاجي خليفة.
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»