سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٦٤
وفعلا، نطق بالحكمة، ومن أمر الهوى على نفسه، نطق بالبدعة، قال تعالى: (وإن تطيعوه تهتدوا) [النور: 54].
قلت: وقال تعالى: (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله) [ص: 26].
وعن أبي عثمان الحيري قال: لا يكمل الرجل حتى يستوي قلبه في المنع والعطاء، وفي العز والذل.
وعن أبي عثمان أنه قال لأبي جعفر بن حمدان: ألستم تروون أن عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة؟. قال: بلى، قال: فرسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الصالحين.
قال الحاكم: أخبرني سعيد عثمان السمرقندي العابد: سمع أبا عثمان يقول يعني عن الله: من طلب جواري ولم يوطن نفسه على ثلاث، أولها: إلقاء العز، وحمل الذل، الثاني: سكون قلبه على جوع ثلاثة أيام، الثالث: لا يغتم ولا يهتم إلا لدينه أو طلب إصلاح دينه (1).
الحاكم: سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول: لما قتل يحيى بن الذهلي، منع الناس من حضور مجالس الحديث من جهة أحمد الخجستاني (2)، فلم يجسر أحد يحمل محبرة إلى أن ورد السري بن

(1) لم يرد جواب الشري في هذا الخبر وربما يكون في الكلام نقص، ولم نوفق في العثور على هذا النص في المصادر التي ترجمت للحيري لنستكمله.
(2) بضم الخاء والجيم: نسبة إلى خجستان من جبال هراة. وأحمد بن عبد الله الخجستاني ترجمه المؤلف في " العبر " 2 / 38 فقال: " كان من أمراء يعقوب الصفار، جبارا عنيدا، خرج على يعقوب، وأخذ نيسابور، وله حروب ومواقف مشهودة، ذبحه غلمانه وقد سكر. وذلك في شوال سنة ثمان وستين ومئتين ". وانظر أيضا " اللباب " لابن الأثير.
1 / 424، و " وفيات الأعيان " 6 / 423 424.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»