سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٦٠
قال ابن عقيل: عجبي كيف لم يقتل! وقد صنف الدامغ يدمغ به القرآن، والزمردة يزري فيه على النبوات.
قال ابن الجوزي: فيه هذيان بارد (1) لا يتعلق بشبهة! يقول فيه: إن كلام أكثم بن صيفي (2) فيه ما هو أحسن من سورة الكوثر!. وإن الأنبياء وقعوا بطلاسم. وألف لليهود والنصارى يحتج لهم في إبطال نبوة سيد البشر.
قال أبو علي الجبائي: طلب السلطان أبا عيسى الوراق وابن الريوندي، فأما الوراق فسجن حتى مات، واسمه: محمد بن هارون، من رؤوس المتكلمين، وله تصانيف في الرد على النصارى وغيرهم. واختفى ابن الريوندي عند ابن لاوي اليهودي، فوضع له كتاب " الدامغ "، ثم لم يلبث أن مرض ومات إلى اللعنة، وعاش نيفا وثمانين سنة، وقد سرد ابن الجوزي من بلاياه نحوا من ثلاثة أوراق.
قال ابن النجار: أبو الحسين ابن الراوندي المتكلم من أهل مرو الروذ، سكن بغداد، وكان معتزليا، ثم تزندق. وقيل: كان أبوه يهوديا

(1) الضمير في " فيه " عائد إلى كتاب " الزمردة ". وعبارة ابن الجوزي في " المنتظم ":
" وقد نظرت في كتاب " الزمرد " فرأيت فيه الهذيان البارد ".
(2) هو أكثم بن صيفي بن رياح بن الحارث.. التميمي: حكيم العرب في الجاهلية، وأحد المعمرين أدرك الاسلام، فقصد المدينة في مئة من قومه يريدون الاسلام، فمات في الطريق، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم. ويقال: نزلت فيه هذه الآية: (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله) [النساء: الآية 100] ويقال:
عاش مئة وتسعين سنة، وأشد له المرزباني:
وإن امرءا قد عاش تسعين حجة * إلى مئة لم يسأم العيش جاهل أتت مئتان غير عشر وفائها * وذلك من مر الليالي قلائل ولأكثم أخبار كثيرة انظرها في: " المعمرون والوصايا " ص 14 25، و " الإصابة " 1 / 113 115. ولعبد العزيز بن يحيى الجلودي شيخ الإمامية في البصرة في عصره، وفاته سنة 332 ه‍ كتاب: " أخبار أكثم ".
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»