سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٣٩٢
قال أبو بكر بن جعفر المزكي: سمعت السراج يقول: نظر محمد ابن إسماعيل البخاري في التاريخ لي، وكتب منه بخطه أطباقا، وقرأتها عليه.
وروي عن أبي العباس السراج: أنه أشار إلى كتب له فقال: هذه سبعون ألف مسألة لمالك، ما نفضت عنها الغبار مذ كتبتها.
قال أبو الوليد حسان بن محمد: دخل أبو العباس السراج على أبي عمرو الخفاف فقال له: يا أبا العباس! من أين جمعت هذا المال؟ قال:
بغيبة دهر أنا وأخواي إبراهيم وإسماعيل، غاب أخي إبراهيم أربعين سنة، وغاب أخي إسماعيل أربعين سنة، وغبت أنا مقيما ببغداد أربعين سنة، أكلنا الجشب (1)، ولبسنا الخشن، فاجتمع هذا المال، لكن أنت يا أبا عمرو! من أين جمعت هذا المال؟ وكان لأبي عمرو مال عظيم ثم قال متمثلا:
أتذكر إذ لحافك جلد شاة * وإذ نعلاك من جلد البعير فسبحان الذي أعطاك ملكا * وعلمك الجلوس على السرير (2) قال أبو العباس بن حمدان شيخ خوارزم: سمعت السراج يقول:

(1) طعام جشب ومجشوب، أي: غليظ خشن، وقيل: هو الذي لا أدم له.
(2) البيتان مع سبعة أبيات أخر في " زهر الآداب " 3 / 263، في قصة جرت لمعن بن زائدة مع أعرابي فانظرها فيه.
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»