سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٣٩٦
الدرب يقول لآخر: من هذا الميت؟ قال: غريب كان هاهنا. فقلت:
إنا لله، بعد طول مقام أخي بها واشتهاره بالعلم والتجارة يقال له: غريب كان هنا. فحملتني هذه الكلمة على الانصراف إلى الوطن (1).
قلت: كان أخوه إسماعيل السراج (2)، ثقة، عالما، مختصا بأحمد ابن حنبل، يروي عن يحيى بن يحيى وجماعة. روى عنه: إسماعيل الخطبي وابن قانع، وطائفة.
أخبرنا إسماعيل بن إسماعيل في كتابه: أخبرنا أحمد بن تميم اللبلي ببعلبك، أخبرنا أبو روح بهراة، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليجي، أخبرنا أحمد بن محمد الخفاف، حدثنا أبو العباس السراج إملاء قال: من لم يقر بأن الله تعالى يعجب، ويضحك (3)، وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا، فيقول: " من يسألني فأعطيه " (4) فهو زنديق كافر، يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين.
قلت: لا يكفر إلا إن علم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاله، فإن جحد بعد ذلك فهذا معاند، نسأل الله الهدى، وإن اعترف أن هذا حق، ولكن.
أخوض في معانيه، فقد أحسن، وإن آمن وأول ذلك كله، أو تأول

(١) " تاريخ بغداد " ٦ / ٢٩٣.
(٢) ترجمه الخطيب في " تاريخه " ٦ / ٢٩٢ - ٢٩٣.
(٣) في البخاري: ٦ / ١٠١ في الجهاد: باب الأسارى في السلاسل، من حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل ". وفيه أيضا: 8 / 484 - 482 من حديث أبي هريرة قال " لقد عجب الله عز وجل أو ضحك من فلان وفلانة ".
وانظر الأحاديث في هذا الباب في كتاب " التوحيد " لابن خزيمة ص 230 - 238.
(4) تقدم تخريجه في الحاشية (3) من الصفحة (279).
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»