سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٣١٢
الوصايا، وفي الامارة، وذلك محرر مقيد في النسخ، يكون مجموعه سبعا وثلاثين قائمة. وسمع من سفيان بن وكيع، وعمرو بن عبد الله الأودي، وعدة بالعراق، ومن محمد بن مقاتل الرازي، وموسى بن نصر بالري، ومن محمد ابن أبي عبد الرحمن المقرئ، وأقرانه بمكة، ومن محمد بن رافع، ومحمد ابن أسلم الطوسي ببلده، ولازم مسلما مدة، وبرع في علم الأثر.
حدث عنه: أحمد بن هارون الفقيه، والقاضي عبد الحميد بن عبد الرحمن، ومحمد بن أحمد بن شعيب، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، ومحمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي، وآخرون.
قال ابن شعيب: ما كان في مشايخنا أزهد ولا أعبد من ابن سفيان.
وقال محمد بن يزيد العدل: كان ابن سفيان مجاب الدعوة.
وقال الحاكم: كان من العباد المجتهدين الملازمين لمسلم. قال:
وسمعت محمد بن أحمد بن شعيب يقول: توفي ابن سفيان عشية الاثنين، ودفن يومئذ، في رجب سنة ثمان وثلاث مئة، رحمه الله.
أخبرنا أبو الفضل بن عساكر: أنبأنا أبو روح، أخبرنا زاهر، أخبرنا أبو سعد الأديب، أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الفقيه، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، حدثنا أبي، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من شعر حكمة " (1)، غريب فرد دار على الأشج، وقد حدث

(1) إسناده حسن، وأخرجه الترمذي (2844) في الأدب: باب ما جاء ان من الشعر حكمة، من طريق أبي سعيد الأشج واسمه عبد الله بن سعيد عن يحيى بن عبد الملك به.
وفي الباب عن أبي بن كعب عند البخاري: 10 / 445 446 في الأدب، وأبي داود (5010) وعن عبد الله بن عباس عند الترمذي (2848) وأبي داود (5011) بلفظ: " إن من الشعر حكما " قال ابن الأثير: " الحكم: الحكمة. والمعنى: إن من الشعر كلاما يمنع عن الجهل والسفه، وينهى عنهما ".
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»