سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ١٣١
قال ابن الأثير: وسأل أمير أبا عبد الرحمن عن سننه: أصحيح كله؟
قال: لا. قال: فاكتب لنا منه الصحيح. فجر المجتنى (1).
قلت: هذا لم يصح، بل المجتنى اختيار ابن السني (2).
قال الحافظ أبو علي النيسابوري: أخبرنا الإمام في الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النسائي.
وقال أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ: من يصبر على ما يصبر عليه النسائي؟ عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة يعنى عن قتيبة، عن ابن لهيعة قال: فما حدث بها.
قال أبو الحسن الدارقطني: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره.
قال الحافظ ابن طاهر: سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل، فوثقه، فقلت: قد ضعفه النسائي، فقال: يا بني! إن لأبي عبد الرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم.
قلت: صدق، فإنه لين جماعة من رجال صحيحي البخاري ومسلم.
قال محمد بن المظفر الحافظ: سمعت مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار، وأنه خرج إلى الفداء مع أمير مصر، فوصف

(1) كذا الأصل " المجتنى " بالنون، وهو في " جامع الأصول " المجتبى بالباء، وكلاهما صحيح. انظر في ذلك مقدمه " السنن " ص (د).
(2) وهو المطبوع المتداول بين أيدي الناس في هذا الزمان. وأما كتاب " السنن " الذي ألفه النسائي، فلم يطبع بتمامه، وإنما طبع جزء منه في الهند فيما نعلم. وابن السني: هو الحافظ الإمام الثقة، أبو بكر، أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط الدينوري.
مترجم في " تذكرة الحفاظ " 3 / 939 950.
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»