سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٩٦
بعض الأمراء: هذا السحر؟ فقال: لا، ولكن قياس صحيح (1).
قال ابن أبي العجائز، وغيره: وقع حريق بدمشق، فركب إليه ابن طولون، ومعه أبو زرعة، وأحمد بن محمد الواسطي، كاتبه، فقال أحمد لأبي زرعة: ما اسم هذا المكان؟ قال: خط كنيسة مريم. فقال الواسطي:
ولمريم كنيسة؟ قال: بنوها باسمها. فقال ابن طولون: مالك وللاعتراض على الشيخ؟ ثم أمر بسبعين ألف دينار من ماله لأهل الحريق، فأعطوا، وفضل من الذهب! وأمر بمال عظيم، ففرق في فقراء الغوطة، والبلد، فأقل من أعطي دينار (2).
عن محمد بن علي المادرائي قال: كنت أجتاز بقبر ابن طولون، فأرى شيخا ملازما له، ثم لم أره مدة، ثم رأيته، فسألته، فقال: كان له علي أياد، فأحببت أن أصله بالتلاوة. قال: فرأيته في النوم يقول: أحب أن لا تقرأ عندي، فما تمر بي آية إلا قرعت بها، ويقال لي: أما سمعت هذه؟.
توفي أحمد بمصر في شهر ذي القعدة، سنة سبعين ومئتين.
وقام بعده ابنه خمارويه، ثم جيش بن خمارويه، ثم أخوه هارون.
54 - أحمد الخجستاني * جبار، عنيد، ظالم متمرد، خرج عن طاعة صاحب خراسان يعقوب

(١) النجوم الزاهرة: ٣ / ١٣، والزيادة منه، وأضاف: " رأيت سوء حاله، فسيرت له طعاما يشره له الشبعان، فما هش له، فأحضرته، فتلقاني بقوة جأش، فعلمت أنه صاحب خبر لا فقير، فكان كذلك ".
(٢) انظر: النجوم الزاهرة: ٣ / ١٣ - ١٤.
* تاريخ الطبري: ٩ / ٥٤٤، ٥٥٢، ٥٥٧، ٥٨٩، ٥٩٩، ٦٦٠، ٦١٢، معجم البلدان: " خجستان " وفيه وفاته (٢٦٤)، الكامل لابن الأثير: ٧ / ٢٩٦ - ٣٠٤، اللباب:
١ / ٤٢٤، عبر المؤلف ٢ / ٣٣، ٣٦، ٣٨، الوافي بالوفيات: ٧ / 80 - 81.
والخجستاني، بضم الخاء والجيم، وسكون السين: نسبة إلى خجستان من جبال هراة.
(اللباب)
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»