سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٥٤٦
محمد بن أحمد بن نصر الترمذي الشافعي الزاهد.
ولد سنة إحدى ومئتين.
وارتحل، وسمع: يحيى بن بكير، ويوسف بن عدي، وإسحاق بن إبراهيم الصيني، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وعبيد الله القواريري، وتفقه بأصحاب الشافعي، وله وجه في المذهب.
حدث عنه: أحمد بن كامل، وابن قانع، وأبو بكر بن خلاد، وأبو القاسم الطبراني، وعدة.
قال الدارقطني: ثقة مأمون ناسك.
وذكر إبراهيم بن السري الزجاج: أنه كان يجرى على أبي جعفر في الشهر أربعة دراهم، يتقوت بها. قال: وكان لا يسأل أحدا شيئا (1).
وقال محمد بن موسى البربري: أخبرني أبو جعفر أنه تقوت بضعة عشر يوما بخمس حبات، قال: ولم أكن أملك غيرها، أخذت بها لفتا (2).
ونقل الشيخ محيي الدين النووي: أن أبا جعفر جزم بطهارة شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد خالف في هذه المسألة جمهور الأصحاب.
قلت: يتعين على كل مسلم القطع بطهارة ذلك، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم لما حلق رأسه، فرق شعره المطهر على أصحابه، إكراما لهم بذلك (3).

(١) انظر: تاريخ بغداد: ١ / 366.
(2) انظر: المصدر السابق.
(3) أخرج مسلم (1305) في الحج من حديث أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منى فأتى الجمرة فرماها، ثم أتى منزله بمنى ونحر، ثم قال للحلاق: " خذ " وأشار إلى جانبه الأيمن، ثم الأيسر، ثم جعل يعطيه الناس، وفي رواية: ناول الحلاق شقه الاعلى، ثم دعا أبا طلحة الأنصاري، فأعطاه إياه، ثم ناوله الشق الأيسر، فقال: " احلق " فحلقه، فأعطاه أبا طلحة، فقال:
" اقسمه بين الناس " ولمسلم (2325) عن أنس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلق، وأطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل.
(٥٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 541 542 543 544 545 546 547 548 549 550 551 ... » »»