سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٥٥٠
بباب معمر، فقال لي بعض مشايخنا: ألا تحضر مجلس إبراهيم بن أبي طالب، فترى شمائله ومحاسنه! فأحضرني، فرأيت شيخا لم تر عيناي مثله.
قال أبو حامد بن الشرقي: إنما أخرجت خراسان من أئمة الحديث خمسة: الذهلي، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب (1).
قال الحاكم: كان إبراهيم بن أبي طالب يعيش من كراء حانوت له، في الشهر بسبعة عشر درهما يتبلغ بها، وقد أملى كتابي " العلل "، وغير شئ (2).
وسمعت أبا الطيب محمد بن أحمد بن حمدون، سمعت إبراهيم بن أبي طالب، سمعت من يسأل أحمد بن حنبل، فقال: إن أصحاب الحديث يكتبون كتب الشافعي؟ فقال: لا أرى لهم ذلك - يعني أنهم يشتغلون بذلك عن الحديث - (3).
وسمعت أبا بكر محمد بن جعفر المزكي، سمعت إبراهيم، سمعت ابن حنبل يقول: كان وكيع لا يقدم على زائدة في الحفظ أحدا.
وسمعت العنبري: سمعت ابن أبي طالب يقول: سألت أحمد عن

(١) انظر: تذكرة الحفاظ: ٢ / 638.
(2) المصدر السابق: 2 / 638 - 639.
(3) وجاء في طبقات أبي يعلى 1 / 57 في ترجمة تلميذ أحمد أبي بكر المروذي: قلت لأبي عبد الله: أترى يكتب الرجل كتب الشافعي؟ قال: لا، قلت: أترى أن يكتب الرسالة؟ قال: لا تسألني عن شئ محدث، قلت: كتبتها، قال: معاذ الله، وقال أحمد: لا تكتب كلام مالك، ولا سفيان ولا الشافعي، ولا إسحاق بن راهويه، ولا أبي عبيد.
(٥٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 545 546 547 548 549 550 551 552 553 554 555 ... » »»