أشكو إليك الذي لقيت من * الوجد فهل لي إليك من فرج حللت بالظرف والجمال من الناس * محل العيون والمهج (1) وكانت خلافة المعتضد تسع سنين، وتسعة أشهر وأياما، ودفن في دار الرخام.
ولعبد الله بن المعتز يرثيه:
يا ساكن القبر في غبراء مظلمة * بالظاهرية مقصى الدار منفردا (2) أين الجيوش التي قد كنت تسحبها؟ * أين الكنوز التي أحصيتها عددا (3)؟
أين السرير الذي قد كنت تملؤه * مهابة من رأته عينه ارتعدا؟
أين الأعادي الأولى ذللت مصعبهم؟ * أين الليوث التي صيرتها بعدا (4)؟
أين الجياد التي حجلتها بدم؟ * وكن يحملن منك الضيغم الأسدا أين الرماح التي غذيتها مهجا؟ * مذ مت ما وردت قلبا ولا كبدا أين الجنان التي تجري جداولها * وتستجيب إليها الطائر الغردا؟
أين الوصائف كالغزلان رائحة؟ * يسحبن من حلل موشية جددا (5) أين الملاهي؟ وأين الراح تحسبها * ياقوتة كسيت من فضة زردا؟
أين الوثوب إلي الأعداء مبتغيا * صلاح ملك بني العباس إذ فسدا؟
ما زلت تقسر منهم كل قسورة * وتخبط العالي الجبار معتمدا (6)