سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٤٧٧
تمتع من الدنيا فإنك لا تبقى * وخذ صفوها ما إن صفت ودع الرنقا (1) ولا تأمنن الدهر إني أمنته * فلم يبق لي حالا ولم يرع لي حقا (2) قتلت صناديد الرجال فلم أدع * عدوا، ولم أمهل على ظنة خلقا (3) وأخليت دور الملك من كل بازل * وشتتهم غربا ومزقتهم شرقا (4) فلما بلغت النجم عزا ورفعة * ودانت رقاب الخلق أجمع لي رقا (5) رماني الردى سهما فأخمد جمرتي * فها أنا ذا في حفرتي عاجلا ملقى (6) فأفسدت دنياي وديني سفاهة * فمن ذا الذي مني بمصرعه أشقى (7) فياليت شعري بعد موتي ما أرى * إلى رحمة لله أم ناره ألقى؟ (8) وقال الصولي، قال المعتضد:
يا لا حظي بالفتور والدعج * وقاتلي بالدلال والغنج (9)

(١) الرنق، بسكون النون: الكدر. ماء رنق، أي: كدر.
(٢) في " الكامل " لابن الأثير: " ولا تأمن الدهر إنني قد أمنته "، وفي " البداية ":
" إني ائتمنته ".
(٣) في " الكامل ": " على طغيه "، وفي " البداية ": " على خلق ".
(٤) في " الكامل " و " البداية ": " وأخليت دار... نازع ". وفي " الكامل " أيضا " فشردتهم ".
(٥) في " الكامل " و " البداية ": " وصارت رقاب ".
(٦) في المصدرين السابقين: " ألقى ".
(٧) في " البداية ": " فمن ذا الذي مثلي ". ولم يرد هذا البيت في " الكامل "، إنما أورد بدلا عنه:
ولم يغن عني ما جمعت ولم أجد * لذي الملك والاحياء في حسنها رفقا (٨) في " الكامل ": " إلى نعم الرحمن أم.. "، وفي " تاريخ الخلفاء ": " إلى نعمة لله "، وفي " البداية ": " بعد موتي هل أصر... ".
والأبيات في الكامل: ٧ / ٥١٤ - ٥١٥، والبداية والنهاية: ١١ / 94، وتاريخ الخلفاء: 595 - 596.
(9) الدعج:: السواد، وقيل: شدة السواد، وقيل، شدة سواد سواد العين وشدة بياض بياضها، وقيل: شدة سوادها مع سعتها.
(٤٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 ... » »»