سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٤٧٥
العامة وضعت السيف فيهم. قال: فما تصنع بالعلوية الذين هم في كل قطر قد خرجوا عليك؟ فإذا سمع الناس هذا من مناقبهم كانوا إليهم أميل وأبسط ألسنة. فأعرض المعتضد عن ذلك. وعقد المعتضد لابنه علي المكتفي، فصلى بالناس يوم النحر (1).
وفي سنة ست: سار المعتضد بجيوشه، فنازل آمد (2)، وقد عصى بها ابن الشيخ، فطلب الأمان، فآمنه، وفي وسط العام جاء الحمل من الصفار، فمن ذلك أربعة آلاف ألف درهم.
وفيها: تحارب الصفار وابن أسد صاحب سمرقند، وجرت أمور ثم ظفر ابن أسد بالصفار أسيرا، فرفق به، واحترمه، وجاءت رسل المعتضد تحث في إنفاذه، فنفذ، وأدخل بغداد أسيرا على جمل، وسجن بعد مملكة العجم عشرين سنة. ومبدأه: كان هو وأخوه يعقوب صانعين في ضرب النحاس، وقيل: بل كان عمرو يكري الحمير، فلم يزل مكاريا حتى عظم شأن أخيه يعقوب، فترك الحمير، ولحق به، وكان الصفار يقول: لو شئت أن أعمل على نهر جيحون جسرا من ذهب لفعلت، وكان مطبخي يحمل على ست مئة جمل، وأركب في مئة ألف، صيرني الدهر إلى القيد والذل.
فيقال: إنه خنق عند وفاة المعتضد.
وبنى المعتضد على البصرة سورا وحصنها.
وظهر بالبحرين رأس القرامطة أبو سعيد الجنابي، وكثرت جموعه،

(1) تاريخ الطبري: 10 / 54. وانظر الخبر مفصلا عن الطبري في: تاريخ الخلفاء، للسيوطي: 591 - 592.
(2) آمد، بكسر الميم: أعظم مدن ديار بكر، وأجملها قدرا، وأشهرها ذكرا. (انظر:
معجم ياقوت).
(٤٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 ... » »»