وانضاف إليه بقايا الزنج، وكان كيالا بالبصرة، فقيرا يرفو الاعدال، وهم يستخفون به، ويسخرون منه، فآل أمره إلى ما آل، وهزم عساكر المعتضد مرات، وفعل العظائم، ثم ذبح في حمام قصره. فخلفه ابنه سليمان (1) الذي أخذ الحجر الأسود، وقتل الحجيج حول الكعبة، وهو جد أبي علي الذي غلب على الشام، وهلك بالرملة في سنة خمس وستين وثلاث مئة.
وفي سنة سبع: استفحل شأن القرامطة، وأسرفوا في القتل والسبي، والتقى الجنابي وعباس الأمير، فأسره الجنابي، وأسر عامة عسكره، ثم قتل الجميع سوى عباس، فجاء إلى المعتضد وحده في أسوا حال.
ووقع الفناء بآذربيجان، حتى عدمت الأكفان جملة، فكفنوا في اللبود.
واعتل المعتضد في ربيع الآخر، ثم تماثل، وانتكس، فمات في الشهر (2)، وقام المكتفي لثمان بقين من الشهر، وكان غائبا بالرقة، فنهض بالبيعة له الوزير القاسم بن عبيد الله.
وعن وصيف الخادم، قال: سمعت المعتضد يقول عند موته: