سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٤٧٦
وانضاف إليه بقايا الزنج، وكان كيالا بالبصرة، فقيرا يرفو الاعدال، وهم يستخفون به، ويسخرون منه، فآل أمره إلى ما آل، وهزم عساكر المعتضد مرات، وفعل العظائم، ثم ذبح في حمام قصره. فخلفه ابنه سليمان (1) الذي أخذ الحجر الأسود، وقتل الحجيج حول الكعبة، وهو جد أبي علي الذي غلب على الشام، وهلك بالرملة في سنة خمس وستين وثلاث مئة.
وفي سنة سبع: استفحل شأن القرامطة، وأسرفوا في القتل والسبي، والتقى الجنابي وعباس الأمير، فأسره الجنابي، وأسر عامة عسكره، ثم قتل الجميع سوى عباس، فجاء إلى المعتضد وحده في أسوا حال.
ووقع الفناء بآذربيجان، حتى عدمت الأكفان جملة، فكفنوا في اللبود.
واعتل المعتضد في ربيع الآخر، ثم تماثل، وانتكس، فمات في الشهر (2)، وقام المكتفي لثمان بقين من الشهر، وكان غائبا بالرقة، فنهض بالبيعة له الوزير القاسم بن عبيد الله.
وعن وصيف الخادم، قال: سمعت المعتضد يقول عند موته:

(١) سليمان بن الحسن بن بهرام الجنابي الهجري، أبو طاهر. وكانت إغارته على مكة وأخذ الحجر الأسود يوم التروية سنة (٣١٧ ه‍) والناس محرمون. توفي سنة (٣٣٢ ه‍) بعد ان أصابه الجدري.
انظر: الكامل لابن الأثير: ٧ / ٤١٥، فوات الوفيات: ٢ / 59 - 62. وسيترجمه المؤلف في الجزء الرابع عشر.
(2) ربما يوهم من كلام الذهبي هنا أن وفاة المعتضد كانت سنة سبع وثمانين ومئتين، وهذا يخالف ما أجمعت عليه مصادر ترجمته من أنها كانت سنة (289 ه‍) كما أن الذهبي نفسه قد أشار إلى أن تولي المكتفي الخلافة بعد أبيه المعتضد كان سنة (289 ه‍)، وذلك في ترجمة المكتفي اللاحقة هنا.
(٤٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 ... » »»