إلى سبتة (1)، لا تعارض، ولا تروع.
ابتنى الحصون والمحارس، بحيث كانت توقد النار، فتتصل في ليلة إذا حدث أمر من سبتة إلى الإسكندرية، بحيث إنه يقال: قد أنشئ في البلاد من بنائه وبناء آبائه ثلاثون ألف معقل، وهو الذي مصر مدينة سوسة.
وقد دونت أيامه وعدله وجوده، وكان سديد السيرة، شهما، ظفر بامرأة متعبدة قادت قودة، فدفنها حية، وشنق سبعة أجناد أخذوا لتاجر ثلاثة آلاف دينار، بعد أن قررهم، وأخذ الذهب لم ينقص سوى سبعة دنانير، فوزنها من عنده.
وقيل: جاء رجل، فقال: قد عشقت جارية، وثمنها خمسون دينارا، وما معي إلا ثلاثون. فوهبه مئة دينار، فسمع به آخر، فجاء، وقال: إني عاشق. قال: فما تجد؟ قال: لهيبا. قال: اغمسوه في الماء، فغمسوه مرات، وهو يصيح: ذهب العشق. فضحك، وأمر له بثلاثين دينارا.
ثم إنه تسودن، وقتل إخوته، ثم عوفي، وتاب، وتصدق.
ثم ظهر عليه الشيعي (2) داعي عبيد الله المهدي، وحاربه، وجرت أمور طويلة، بعضها في " تاريخ الاسلام ".
توفي غازيا بصقلية في ذي القعدة، سنة تسع وثمانين ومئتين.