سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٢٣٣
قولنا: أحب الخلق إلى الله الصالحون، فيقال: فمن أحبهم إلى الله؟
فنقول: الصديقون والأنبياء. فيقال: فمن أحب الأنبياء كلهم إلى الله؟
فنقول: محمد وإبراهيم وموسى، والخطب في ذلك يسير. وأبو لبابة - مع جلالته - بدت منه خيانة، حيث أشار لبني قريظة إلى حلقه (1)، وتاب الله عليه. وحاطب بدت منه خيانة، فكاتب قريشا بأمر تخفى به نبي الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوهم (2)، وغفر الله لحاطب مع عظم فعله - رضي الله عنه -. وحديث الطير - على ضعفه - فله طرق جمة، وقد أفردتها في جزء، ولم يثبت، ولا أنا بالمعتقد بطلانه، وقد أخطأ ابن أبي داود في عبارته وقوله، وله على خطئه أجر واحد، وليس من شرط الثقة أن لا يخطئ ولا يغلط ولا يسهو. والرجل فمن كبار علماء الاسلام، ومن أوثق الحفاظ - رحمه الله تعالى -.
قال ابنه عبد الأعلى: توفي أبي وله ست وثمانون سنة وأشهر.
أنشدنا أبو العباس أحمد بن عبد الحميد، قال: أنشدنا الإمام أبو محمد بن قدامة سنة ثمان عشرة وست مئة، أخبرتنا فاطمة بنت علي الوقاياتي (3) أخبرنا علي بن بيان، أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري حدثنا أبو حفص بن شاهين، أنشدنا أبو بكر بن أبي داود لنفسه:
تمسك بحبل الله واتبع الهدى * ولا تك بدعيا - لعلك تفلح

(١) خبر أبي لبابة في سيرة ابن هشام: ٢ / ٢٣٦ - ٢٣٧، وتفسير الطبري: ١٣ / ٤٨١ - ٤٨٢، تحقيق محمود شاكر، والواحدي في أسباب النزول: ١٧٥، (٢) انظر خبره في البخاري: ٦ / ١٠٠، في الجهاد: باب الجاسوس، و: ٧ / ٤٠٠، في المغازي: باب فتح مكة، ومسلم: (٢٤٩٤)، في فضائل الصحابة: باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم، وأبي داود: (٢٦٥٠)، و (٢٦٥١)، والترمذي (٣٣٠٢).
(٣) الوقاياتي: نسبة إلى الوقاية، وهي المقنعة، ويقال لمن يبيعها: الوقاياتي.
(اللباب).
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»