سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٢١١
قال أبو بكر الخلال: أبو داود الامام المقدم في زمانه، رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم، وبصره بمواضعه أحد في زمانه، رجل ورع مقدم، سمع منه أحمد بن حنبل حديثا واحدا، كان أبو داود يذكره.
قلت: هو حديث أبي داود، عن محمد بن عمرو الرازي، عن عبد الرحمن بن قيس، عن حماد بن سلمة، عن أبي العشراء، عن أبيه: " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن العتيرة، فحسنها ".
وهذا حديث منكر، تكلم في ابن قيس من أجله (1)، وإنما المحفوظ عند حماد بهذا السند حديث: " أما تكون الذكاة إلا من اللبة " (2).
ثم قال الخلال: وكان إبراهيم الأصبهاني ابن أورمة، وأبو بكر بن صدقة يرفعون من قدره، ويذكرونه بما لا يذكرون أحدا في زمانه مثله (3).
وقال أحمد بن محمد بن ياسين: كان أبو داود أحد حفاظ الاسلام لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلمه وعلله وسنده، في أعلى درجة النسك والعفاف، والصلاح والورع، من فرسان الحديث.

(١) بل كذبه ابن مهدي وأبو زرعة، وقال البخاري: ذهب حديثه، وقال أحمد: لم يكن بشئ، وقال مسلم: ذاهب الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث، وهذا الحديث أورده المصنف في الميزان: ٢ / ٥٨٣، في ترجمة عبد الرحمن بن قيس، وذكر أنه رواه أبو داود في غير سننه.
(٢) وتمامه: " قال: لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك ". أخرجه أبو داود: (٢٨٢٥)، والترمذي: (١٤٨١) وابن ماجة: (٣١٨٤). وأبو العشراء مجهول، وفي " التهذيب " قال الميموني: سألت أحمد عن حديث أبي العشراء في الذكاة، قال: هو عندي غلط ولا يعجبني ولا أذهب إليه إلا في موضع ضرورة. قال: ما أعرف أنه يروى عن أبي العشراء حديث غير هذا.
وقال البخاري: في حديثه واسمه وسماعه من أبيه نظر. وانظر ترجمة والد أبي العشراء في " أسد الغابة " ٥ / ٤٤، ٤٥.
(٣) تاريخ بغداد: ٩ / 57.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»