سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٤٣٠
محمد بن إسماعيل، فرأيت يحيى ينقاد له في المعرفة.
وقال: سمعت أبا سعيد الأشج، وخرج إلينا في غداة باردة، وهو يرتعد من البرد، فقال: أيكون عندكم مثل ذا البرد؟ فقلت: مثل ذا يكون في الخريف والربيع، وربما نمسي والنهر جار، فنصبح ونحتاج إلى الفأس في نقب الجمد. فقال لي: من أي خراسان أنت؟ قلت: من بخارى. فقال له ابنه: هو من وطن محمد بن إسماعيل، فقال له: إذا قدم عليك من يتوسل به فاعرف له حقه، فإنه إمام.
وقال: سمعت أحمد بن عبد الله بن ثابت الشاشي، سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول: ما أخذ عني أحد ما أخذ عني محمد، نظر إلى كتبي، فرآها دارسة، فقال لي: أتأذن لي أن أجددها؟ فقلت:
نعم. فاستخرج عامة حديثي بهذه العلة.
وقال: سمعت أبا إسحاق المروزي يقول: دخلت على علي بن حجر ساعة ودعه عبد الله بن عبد الرحمن، فسمعته يقول: قل في أدب عبد الله بن عبد الرحمن ما شئت، وقل في علم محمد ما شئت.
وقال: سمعت محمد بن الليث يقول: وذكر عنده عبد الله ومحمد، فسمع بعض الجماعة يفضل عبد الله على محمد، فقال: إذا قدمتوه فقدموه في الشعر والعربية، ولا تقدموه عليه في العلم.
وقال: سمعت حاشد بن إسماعيل يقول: كان عبد الله بن عبد الرحمن يدس إلي أحاديث من أحاديثه المشكلة عليه، يسألني أن أعرضها على محمد، وكان يشتهي أن لا يعلم محمد، فكنت إذا عرضت عليه شيئا يقول: من ثم جاءت؟.
(٤٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 ... » »»