سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٤٠
نفسه على المتوكل، فماتا، فلفا في بساط، ثم دفنا معا. وكان بغا الصغير استوحش من المتوكل لكلام، وكان المنتصر يتألف الأتراك، لا سيما من يبعده أبوه (1).
قال المسعودي: ونقل في مقتله غير ذلك. قال: وقد أنفق المتوكل فيما قيل على الجوسق والجعفري والهاروني أكثر من مئتي ألف ألف درهم.
ويقال: إنه كان له أربعة آلاف سرية وطئ الجميع. وقتل وفي بيت المال أربعة آلاف ألف دينار، وسبعة آلاف ألف درهم، ولا يعلم أحد من رؤوس الجد والهزل إلا وقد حظي بدولته، واستغنى، وقد أجاز الحسين بن الضحاك الخليع على أربعة أبيات أربعة آلاف دينار. وفيه يقول يزيد بن محمد المهلبي:
جاءت منيته والعين هاجعة * هلا أتته المنايا والقنا قصد خليفة لم ينل من ماله (2) أحد * ولم يصغ مثله روح ولا جسد (3) قال علي بن الجهم: أهدى ابن طاهر إلى المتوكل وصائف عده، فيها محبوبة، وكانت شاعرة عالمة بصنوف من العلم عوادة، فحلت من المتوكل محلا يفوت الوصف، فلما قتل ضمت إلى بغا الكبير، فدخلت عليه يوما للمنادمة، فأمر بهتك الستر، وأمر القيان، فأقبلن يرفلن في الحلي والحلل، وأقبلت هي في ثياب بيض، فجلست منكسرة، فقال: غني، فاعتلت، فأقسم عليها، وأمر بالعود فوضع في حجرها، فغنت ارتجالا:

(1) راجع مقتل المتوكل في " الكامل " 7 / 95، و " تاريخ الطبري " 9 / 222 وما بعدها، و " وفيات الأعيان " 1 / 350، و " النجوم الزاهرة " 2 / 324.
(2) في " تاريخ الخلفاء ": " ما ناله " و " لم يضع ".
(3) البيتان في " تاريخ الخلفاء " 350.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»