سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٣٥
وفي سنة ست وثلاثين هدم المتوكل قبر الحسين رضي الله عنه، فقال البسامي (1) أبياتا منها:
أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا * في قتله فتتبعوه رميما (2) وكان المتوكل فيه نصب وانحراف، فهدم هذا المكان وما حوله من الدور، وأمر أن يزرع، ومنع الناس من انتيابه (3).
قال ابن خلكان: هكذا قاله أرباب التواريخ. وفي سنة سبع قتلت الامراء عامل أرمينية يوسف، فسار لحربهم بغا الكبير، فالتقوا، وبلغت المقتلة ثلاثين ألفا (4). وعفى قبر الشهيد الحسين وما حوله من الدور.
فكتب الناس شتم المتوكل على الحيطان، وهجته الشعراء كدعبل وغيره.
وبعث المتوكل إلى نائبه بمصر، فحلق لحية قاضي القضاة محمد بن أبي الليث، وضربه، وطوف به على حمار في رمضان، وسجن، وكان ظلوما

(١) هو أبو الحسن، علي بن محمد بن نصر بن منصور بن بسام، المعروف بالبسامي، أو بابن بسام، الشاعر المشهور في زمن المقتدر العباسي، سترد ترجمته في الجزء الرابع عشر من هذا الكتاب ترجمة رقم (٥٦).
(٢) البيت في " وفيات الأعيان " ٣ / ٣٦٥، و " فوات الوفيات " ١ / ٢٩٢، و " تاريخ الخلفاء ": ٣٤٧. ونسب البيت في " النجوم الزاهرة " ٢ / ٢٨٤، إلى يعقوب بن السكيت.
وجاء في هذه المصادر قبل البيت:
تالله إن كانت أمية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما فلقد أتاه بنو أبيه بمثله * هذا لعمرك قبره مهدوما أسفوا على............ البيت (٣) " الكامل " لابن الأثير ٧ / ٥٥، وفيه: من إتيانه. وفي " تاريخ الطبري " ٩ / ١٨٥، وامتنعوا من المصير إليه. وفي " فوات الوفيات " 1 / 291، 292: ومنع الناس من زيارته. وانظر " تاريخ ابن كثير " 10 / 315، و " تاريخ الخلفاء ": 347، و " النجوم الزاهرة " 2 / 235.
(4) " الكامل " 7 / 58، و " تاريخ الطبري " 9 / 187، وانظر " تاريخ ابن كثير " 10 / 315.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»