سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٣٣
فدحا بها إلي، وقال: خذها، لا بارك الله لك فيها.
قال الخطيب (1): ورويت هذه للبحتري في المتوكل (2).
وعن مروان بن أبي الجنوب أنه مدح المتوكل بقصيدة، فوصله بمئة وعشرين ألفا وثياب.
قال علي بن الجهم: كان المتوكل مشغوفا بقبيحة لا يصبر عنها.
فوقفت له وقد كتبت على خدها بالغالية (3): " جعفر "، فتأملها، ثم أنشأ يقول:
وكاتبة بالمسك في الخد جعفرا * بنفسي محط المسك من حيث أثرا لئن أودعت سطرا من المسك خدها * لقد أودعت قلبي من الحب أسطرا (4) وفي أول خلافته كانت الزلزلة بدمشق، سقط شرفات الجامع، وانصدع حائط المحراب، وهلك خلق تحت الردم، دامت ثلاث

(1) في " تاريخه " 7 / 167.
(2) في " تاريخ بغداد " 7 / 167، 168، بلفظ:
بسر من رأى لنا إمام * تغرف من بحره البحار خليفة يرتجى ويخشى * كأنه جنة ونار كلتا يديه تفيض سحا * كأنها ضرة تغار فليس تأتي اليمين شيئا * إلا أتت مثلها اليسار فالملك فيه وفي بنيه * ما اختلف الليل والنهار (3) هي نوع من الطيب، مركب من مسك وعنبر ودهن.
(4) البيتان في " الأغاني " 19 / 311 ونسبهما أبو الفرج لفضل الشاعرة، وروايتهما عنده:
وكاتبة بالمسك في الخد جعفرا * بنفسي سواد المسك من حيث أثرا لئن أثرت بالمسك سطرا بخدها * لقد أودعت قلبي من الحزن أسطرا وهما في " تاريخ ابن كثير " 10 / 351، والبيت الأول فيه برواية:
وكاتبة في الخد بالمسك جعفرا * بنفسي تحط المسك من حيث أثرا وهما في " تاريخ الخلفاء ": 350، و " النجوم الزاهرة " 2 / 325 باختلاف في اللفظ.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»