سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٢٨٩
المحبرة بيده واجتمع عنده خلق عظيم (1).
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ: حدثنا يحيى بن محمد، سمعت علي بن المديني يقول: عهدي بأصحابنا، وأحفظهم أحمد بن حنبل، فلما احتاج أن يحدث لا يكاد يحدث إلا من كتاب.
قلت: لان ذلك أقرب إلى التحري والورع، وأبعد عن العجب.
قال: وسمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول: سمعت يحيى ابن محمد، سمعت مسددا يقول: الجعة النبيذ الذي يعمل من الشعير (2).
ومن الرواية، عن الذهلي وابنه:
أخبرنا الإمام أبو الحسين علي بن محمد، أخبرنا جعفر بن علي، أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ، أخبرنا ثابت بن بندار، أخبرنا أبو بكر البرقاني، قرأنا على أبي العباس بن حمدان، حدثكم محمد بن نعيم قال: سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: الايمان قول وعمل، يزيد وينقص، والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته، وحيث تصرف، ولا نرى الكلام فيما أحدثوا فتكلموا في الأصوات والأقلام والحبر والورق، وما أحدثوا من المتلي والمتلى والمقرئ، فكل هذا عندنا بدعة، ومن زعم أن القرآن محدث، فهو عندنا جهمي لا يشك فيه ولا يمترى.

(1) " تذكرة الحفاظ " 2 / 617.
(2) وفي ذلك حديث أخرجه النسائي 8 / 302 من طريق محمد بن عبد الله بن المبارك، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا عمار بن زريق، عن أبي إسحاق، عن صعصعة بن صوحان، عن علي رضي الله عنه قال: نهاني النبي صلى الله عليه وسلم عن حلقة الذهب والقسي والميثرة والجعة. وهذا سند قوي. وقال أبو عبيد: الجعة: النبيذ المتخذ من الشعير..
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»