سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ١٤٧
قال النسائي: بندار صالح لا بأس به.
وقال الخطيب: أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة الحافظ بالري، سمعت يوسف بن محمد الطوسي، سمعت محمد ابن المسيب يقول: سمعت بندارا يقول: سألوني الحديث وأنا ابن ثمان عشرة سنة، فاستحييت أن أحدثهم في المدينة، فأخرجتهم إلى البستان، وأطعمتهم الرطب، وحدثتهم (1).
قال عبد الله بن محمد بن يونس السمناني: كان أهل البصرة يقدمون أبا موسى على بندار، وكان الغرباء يقدمون بندارا على أبي موسى.
وقال عبد الله بن محمد بن سيار: سمعت أبا حفص الفلاس، يحلف أن بندارا يكذب فيما يروي عن يحيى (2).
وقال ابن سيار أيضا: سمعت أبا موسى، وكان قد صنف حديث داود بن أبي هند، ولم يكن بندار صنفه، فسمعت أبا موسى يقول: منا قوم لو قدروا أن يسرقوا حديث داود، لسرقوه، يعني: به بندارا (3).
وقال عبد الله بن علي بن المديني: سمعت أبي وسألته عن حديث رواه بندار عن ابن مهدي، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " تسحروا " (4)، قال: هذا كذب،

(1) " تاريخ بغداد " 2 / 102.
(2) " تاريخ بغداد " 2 / 103، وقال المؤلف في " ميزانه " 3 / 490: فما أصغى أحد إلى تكذيبه، لتيقنهم أن بندارا صادق أمين، وقال الحافظ في " مقدمة الفتح ": 437: وضعفه عمرو ابن علي الفلاس، ولم يذكر سبب ذلك، فما عرجوا على تجريحه.
(3) " تاريخ بغداد " 2 / 103.
(4) وتمامه " فإن في السحور بركة " أخرجه النسائي 4 / 140 في الصوم: باب الحث على السحور من طريق محمد بن بشار بهذا الاسناد، وقال: وقفه عبيد الله بن سعيد، أخبرنا عبيد الله ابن سعيد، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: تسحروا. قال عبيد الله: لا أدري كيف لفظه. قلت: ومتن الحديث صحيح، فقد أخرجه البخاري 4 / 120، ومسلم (1095) والنسائي 4 / 141، والترمذي (708) من حديث أنس بن مالك، وأخرجه النسائي 4 / 141 و 145 و 146 من حديث أبي هريرة وعبد الله ابن الحارث، والمقدام بن معد يكرب، وأخرجه أبو داود (2344) والنسائي 4 / 145 من حديث العرباض بن سارية، وأخرجه أحمد من حديث أبي سعيد الخدري. ويغلب على الظن أن ابن المديني استعمل لفظة الكذب هنا في موضع الخطأ، وأهل الحجاز يستعملونها كذلك كما نبه عليه ابن حبان، وله أمثلة كثيرة.
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»