سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٦٦
فإني رأيت الشمس زيدت محبة * إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد (1) وهو القائل:
ولو كانت الأرزاق تجرى على الحجى * هلكن إذا من جهلهن البهائم ولم يجتمع شرق وغرب لقاصد * ولا المجد في كف امرئ والدراهم (2) وله:
ألم ترني خليت نفسي وشأنها * فلم أحفل الدنيا ولا حدثانها لقد خوفتني الحادثات صروفها * ولو أمنتني ما قبلت أمانها (3) يقولون: هل يبكي الفتى لخريدة * متى ما أراد، اعتاض عشرا مكانها؟
وهل يستعيض المرء من خمس كفه * ولو صاغ من حر اللجين بنانها؟ (4)

(١) قال الصولي: هذا مأخوذ من بعض شعراء بني أسد، وقد ذهب عني أول البيت:
........... ولو لم تغب شمس النهار لملت.
والأبيات في " ديوانه " ٢ / ٢٢، ٣١ من قصيدة يمدح بها أبا سعيد محمد بن يوسف الطائي، وهى في خمسة وخمسين بيتا. وقال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير حين أنشد هذه القصيدة: كمل والله. إن كان الشعر بجودة اللفظ، وحسن المعاني واستواء الكلام، فصاحبكم هذا أشعر الناس. وإن كان بغيره، فلا أدري. والأبيات أيضا في " الأغاني " ١٦ / ٣٨٥.
(٢) " ديوانه " ٣ / ١٧٨ من قصيدة يمدح بها أحمد بن أبي دواد، ومطلعها:
ألم بأن أن تروى الظماء الحوائم * وأن ينظم الشمل المشتت ناظم وهي في خمسة وثلاثين بيتا. ومنها البيت السائر:
ولولا خلال سنها الشعر ما درى * بغاة الندى من أين تؤتى المكارم والبيتان في " البداية والنهاية " 10 / 301. وقال التبريزي في شرح البيت الثاني:
أي كما لا يجتمع السير نحو الشرق والغرب في حالة واحدة من سائر واحد كذلك لا يجتمع الشرف والمعالي لرجل مع إمساكه المال، لان المجد يكتسب ببذل المال وإتلاف الرغائب.
(3) في " الديوان ": " النائبات " بدل " الحادثات ".
(4) الأبيات في " الديوان " 4 / 142 من قصيدة يرثي بها جارية له توفيت.... وهي في ثمانية أبيات.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»