سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٤٨٥
البلخي الواعظ الناطق بالحكمة، الأصم، له كلام جليل في الزهد والمواعظ والحكم، كان يقال له: لقمان هذه الأمة.
روى عن: شقيق البلخي، وصحبه، وسعيد بن عبد الله الماهياني، وشداد بن حكيم، ورجاء بن محمد وغيرهم، ولم يرو شيئا مسندا فيما أرى.
روى عنه: عبد الله بن سهل الرازي، وأحمد بن خضرويه البلخي، ومحمد بن فارس البلخي، وأبو عبد الله الخواص، وأبو تراب النخشبي، وحمدان بن ذي النون، ومحمد بن مكرم الصفار، وآخرون. واجتمع بالامام أحمد ببغداد.
قيل له: على ما بنيت أمرك في التوكل؟ قال: على خصال أربعة:
علمت أن رزقي لا يأكله غيري، فاطمأنت به نفسي، وعلمت أن عملي لا يعمله غيري، فأنا مشغول به، وعلمت أن الموت يأتي بغتة، فأنا أبادره، وعلمت أني لا أخلو من عين الله، فأنا مستحي منه.
وعنه: من أصبح مستقيما في أربع فهو بخير: التفقه، ثم التوكل، ثم الاخلاص، ثم المعرفة.
وعنه: تعاهد نفسك في ثلاث: إذا عملت، فاذكر نظر الله إليك، وإذا تكلمت، فاذكر سمع الله منك، وإذا سكت، فاذكر علم الله فيك.
قال أبو تراب: سمعت حاتما يقول: لي أربعة نسوة، وتسعة أولاد، ما طمع شيطان أن يوسوس إلي في أرزاقهم. سمعت شقيقا يقول: الكسل عون على الزهد.
وقال أبو تراب: قال شقيق لحاتم: مذ صحبتني، أي شئ تعلمت
(٤٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 ... » »»