سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٤٨٢
قال الحافظ أبو بكر الخطيب: فما المانع من أن يكون ابن عرعرة سمعه من معاذ؟
قلت: صدق أبو بكر، ولا سيما وإبراهيم من كبار طلبة الحديث المعنيين به.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن مطهر الشافعي بقراءتي عليه في سنة ثلاث وتسعين وست مئة، عن عبد المعز بن محمد البزاز، أخبرنا تميم ابن أبي سعيد، وزاهر بن طاهر منفردين، قالا: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الأديب، أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان في سنة أربع وسبعين وثلاث مئة، حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، حدثنا إبراهيم بن عرعرة، حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يستلم الركن بمحجنه، ويقبل المحجن قال يحيى: ليس هذا مكتوبا عندي.
هذا حديث صالح الاسناد غريب فرد، رواه النسائي عن عثمان بن خرزاذ، عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة (1)، فوقع لنا بدلا بعلو درجتين.
وفيها (2) مات أحمد بن نصر الخزاعي الشهيد، وأمية بن بسطام، وأبو

(1) إسناده صحيح، وأخرجه البخاري 3 / 378 في الحج: باب استلام الركن بالمحجن، ومسلم (1272) في الحج: باب جواز الطواف على بعير وغيره، من طريق ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: طاف النبي، صلى الله عليه وسلم، في حجة الوداع على بعير، يستلم الركن بمحجن. وأخرجه مسلم (1275)، وابن ماجة (2949) من طريق معروف بن خربوذ، قال: سمعت أبا الطفيل يقول: رأيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يطوف بالبيت، ويستلم الركن بمحجن معه، ويقبل المحجن.
والمحجن: عصا محنية الرأس. والاستلام: افتعال من السلام، أي التحية. والمعنى أنه يومئ بعصاه إلى حتى يصيبه.
(2) على هامش الأصل رقم (31)، أي في سنة 231.
(٤٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 ... » »»