بأربعة دراهم، فاشتريت لحما بنصف، وأعطى الحجام درهما. قالت:
واشتريت طيبا بدرهم.
ولما خرج إلى سر من رأى، كنت قد غزلت غزلا لينا، وعملت ثوبا حسنا. فلما قدم، أخرجته إليه، وكنت قد أعطيت كراءه خمسة عشر درهما من الغلة، فلما نظر إليه، قال: ما أريده، قلت: يا مولاي، عندي غير هذا. فدفعت الثوب إلى فوران، فباعه باثنين وأربعين درهما. وغزلت ثوبا كبيرا، فقال: لا تقطعيه، دعيه، فكان كفنه.
وكان أسن بني أحمد بن حنبل صالح، فولي قضاء أصبهان، ومات بها سنة خمس وستين ومئتين عن نيف وستين سنة.
يروي عن أبي الوليد الطيالسي، والكبار.
وخلف ابنين: أحدهما زهير بن صالح، محدث ثقة، مات سنة ثلاث وثلاث مئة، والآخر أحمد بن صالح، لا أعلم متى توفي، يروي عنه ولده محمد بن أحمد بن صالح. فمات محمد هذا سنة ثلاثين وثلاث مئة كهلا.
وأما الولد الثاني فهو الحافظ أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد، راوية أبيه، من كبار الأئمة. مات سنة تسعين ومئتين عن سبع وسبعين سنة.
وله ترجمة أفردتها.
والولد الثالث سعيد بن أحمد، فهذا ولد لأحمد قبل موته بخمسين يوما، فكبر وتفقه، ومات قبل أخيه عبد الله.
وأما حسن ومحمد وزينب، فلم يبلغنا شئ من أحوالهم، وانقطع عقب أبي عبد الله فيما نعلم.