سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٢٨٨
وقال إسحاق بن إبراهيم البغوي: سمعت أحمد يقول: من قال:
القرآن مخلوق، فهو كافر. وسمع سلمة بن شبيب أحمد يقول ذلك، وهذا متواتر عنه.
وقال أبو إسماعيل الترمذي: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: من قال: القرآن محدث، فهو كافر.
وقال إسماعيل بن الحسن السراج: سألت أحمد عمن يقول: القرآن مخلوق، قال: كافر، وعمن يقول: لفظي بالقرآن مخلوق، فقال:
جهمي.
وقال صالح بن أحمد: تناهى إلى أبي أن أبا طالب يحكي أنه يقول:
لفظي بالقرآن غير مخلوق. فأخبرت بذلك أبي، فقال: من حدثك؟
قلت: فلان، قال: ابعث إلى أبي طالب، فوجهت إليه، فجاء، وجاء فوران، فقال له أبي: أنا قلت لك: لفظي بالقرآن غير مخلوق؟!
وغضب، وجعل يرعد، فقال: قرأت عليك: (قل هو الله أحد) (الاخلاص: 1). فقلت لي: ليس هذا بمخلوق. قال: فلم حكيت عني أني قلت: لفظي بالقرآن غير مخلوق؟ وبلغني أنك كتبت بذلك إلى قوم، فامحه، واكتب إليهم أني لم أقله لك. فجعل فوران يعتذر إليه. فعاد أبو طالب، وذكر أنه حكى ذلك، وكتب إلى القوم، يقول: وهمت على أبي عبد الله.
قلت: الذي استقر الحال عليه، أن أبا عبد الله كان يقول: من قال:
لفظي بالقرآن غير مخلوق، فهو مبتدع. وأنه قال: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فهو جهمي. فكان رحمه الله لا يقول هذا ولا هذا. وربما أوضح ذلك، فقال: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن فهو جهمي.
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»