سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٢٣٥
عن أبي سعيد قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: " لا يحقرن أحدكم نفسه أن يرى أمرا لله فيه مقال، فلا يقول فيه، فيقال له: ما منعك؟ فيقول: مخافة الناس. فيقول: فإياي كنت أحق أن تخاف " (1) رواه الفريابي وأبو نعيم وخلاد عنه.
حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم " إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون، وإذا وضع السيف عليهم، لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي أمر الله " (2).
الحسين بن موسى: حدثنا الحسين بن الفضل البجلي، حدثنا عبد العزيز بن يحيى المكي، حدثنا سليم بن مسلم، (3) عن ابن جريج، عن

(1) إسناده صحيح، وقد تقدم تخريجه في ص: 233، في التعليق رقم (1)، وهو حديث صحيح.
(2) إسناده صحيح، وأخرجه أحمد 5 / 278 و 283، 284، وأبو داود (4252)، وابن ماجة (3952) من طريق أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
" إن الله زوى لي الأرض " أو قال: " إن ربي زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها. وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض. وإني سألت ربي لامتي أن لا يهلكها بسنة بعامة، ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها، أو قال: بأقطارها، حتى يكون بعضهم يهلك بعضا، وحتى يكون بعضهم يسبي بعضا، وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين. وإذا وضع السيف في أمتي، لم يرفع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان. وإنه سيكون من أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي. ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ". قال ابن عيسى: " ظاهرين " ثم اتفقا: " لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ".
(3) قال ابن معين: جهمي خبيث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال أحمد: لا يساوي حديثه شيئا. ذكر ذلك المؤلف في " ميزانه ".
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»