سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ١٥٩
وقال ابن عدي: لا بأس به وبرواياته، هو كثير الحديث، كثير الغرائب، كتبت مسنده عن القاسم بن عبد الله عنه، صنفه على الأبواب.
وفيه من الغرائب والنسخ والأحاديث العزيزة، وشيوخ أهل المدينة ممن لا يروي عنهم غيره.
قال زكريا بن يحيى الحلواني: رأيت أبا داود السجستاني قد جعل حديث يعقوب بن كاسب وقايات على ظهور كتبه (1)، فسألته عنه، فقال:
رأينا في مسنده أحاديث أنكرناها، فطالبناه بالأصول، فدافعنا، ثم أخرجها بعد، فوجدنا الأحاديث في الأصول مغيرة بخط طري، كانت مراسيل فأسندها وزاد فيها (2). سمع العقيلي هذا من زكريا.
العقيلي: حدثنا جعفر الفريابي، حدثنا يعقوب بن حميد، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن النعمان بن ثابت، عن يعلى بن عطاء، عن عمارة بن حديد، عن صخر الغامدي، عن النبي، صلى الله عليه وسلم: " اللهم بارك لامتي في بكورها " (3).

(١) عبارة العقيلي: ".... رأيت أبا داود السجستاني، صاحب أحمد بن حنبل قد ظاهر بحديث ابن كاسب، وجعله وقايات على ظهور كتبه ".
(٢) انظر الخبر في " الضعفاء " للعقيلي ص: ٤٥١ (٣) حديث صحيح، وأخرجه الدارمي ٢ / ٢١٤، وأبو داود (٢٦٠٦) في الجهاد: باب الابتكار في السفر، والترمذي (1212) في البيوع: باب ما جاء في التبكير في التجارة، وابن ماجة (2236) في التجارات: باب ما يرجى من البركة في البكور، وأحمد 3 / 416 و 417 و 431، 432، و 4 / 384 و 390 و 391، كلهم من حديث يعلى بن عطاء، عن عمارة بن حديد، عن صخر الغامدي. وعمارة بن حديد: قال أبو زرعة: لا يعرف. وقال أبو حاتم: مجهول.
وقال ابن المديني: لا أعلم أحدا روى عنه غير يعلى بن عطاء. وذكره ابن حبان في " الثقات " لكن الحديث حسن كما قال الترمذي، أو صحيح لشواهده، منها حديث علي عند عبد الله بن الإمام أحمد (1319) و (1322) و (1328) و (1338) وسنده ضعيف، وحديث أبي هريرة، وابن عمر عند ابن ماجة (2237) و (2238) وسندهما ضعيف وفي الباب عن ابن مسعود، وبريدة، وابن عباس، وجابر، وعبد الله بن سلام، والنواس بن سمعان، وعمران بن حصين، وكلها ضعاف، لكن بمجموعها يصح الحديث. وقد اعتنى الحافظ المنذري بجمع طرقه، فبلغ عدد من جاء عنه من الصحابة نحو العشرين نفسا.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»