سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٣٦٩
وقال سهل بن عمار: كنت عند المعلى بن منصور، وإبراهيم بن حرب النيسابوري في أيام خاض الناس في القرآن، فدخل علينا إبراهيم بن مقاتل المروزي، فذكر للمعلى أن الناس قد خاضوا في أمره، فقال: ماذا يقولون؟ قال: يقولون: إنك تقول: القرآن مخلوق. فقال: ما قلت، ومن قال: القرآن مخلوق، فهو عندي كافر (1).
قلت: كان معلى صاحب سنة واتباع، وكان بريئا من التجهم.
قال ابن سعد وأحمد بن زهير: مات سنة إحدى عشرة ومئتين (2).
قلت: روى له الجماعة.
قال أبو داود في " سننه ": كان أحمد بن حنبل لا يروي عن معلى، لأنه كان ينظر في الرأي، ويحيى بن معين وغيره يوثقه.
وأما عبد الرحمن بن أبي حاتم، فغلط بلا ريب، فنقل عن أبيه أنه قال: قيل لأحمد: كيف لم تكتب عن معلى؟ فقال: كان يكذب، وإنما الصواب ما قدمناه (3).
ومن مفردات معلى بن منصور في إسناد لا في متن ما رواه أبو داود (4) له

(1) " تاريخ بغداد " 13 / 188، و " تهذيب الكمال " لوحة 1353، 1354.
(2) " طبقات ابن سعد " 7 / 341، و " تهذيب الكمال " لوحة 1354.
(3) وهو قوله في الصفحة 367: كان يكتب الشروط، ومن كتبها لم يخل من أن يكذب. وهو الذي نقله ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 8 / 334، ولم يرد فيه ما ذكره المصنف عنه، فلعله قال ذلك في موضع آخر.
(4) برقم (2107) في النكاح: باب الصداق، وإسناده صحيح، وأخرجه أحمد 6 / 427 من طريق إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن المبارك به، وأخرجه النسائي 6 / 119، من طريق العباس بن محمد الدوري، عن علي بن الحسين بن شقيق، عن عبد الله ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن أم حبيبة..، وأخرجه البيهقي 7 / 232 من طريق يعقوب بن سفيان، عن عبد الله بن عثمان، عن عبد الله بن المبارك.
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»